أيها المؤمنون! أيها المسلمون! أيها الغيورون! إن الخطر داهم، وإن المشكلة عظيمة، وإن الخرق الذي يتسع يوشك أن لا يمكن رقعه أو رتقه، وهذا حديث ابن مسعود في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(لا أحد أغير من الله تعالى، ومن أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) وفي حديث الشيخين أيضاً أن سعداً رضي الله عنه قال -ولعل بعض الناس ممن ذكرت وصفهم يعترضون على سعد، ويتهمونه بتهم مما أسلفت القول فيها-: (لو رأيت مع امرأتي رجلاً لضربته بالسيف غير مصفح) فمالك يا سعد؟! هل أنت من المتعصبين؟ وهل أنت من غير المنفتحين؟ وهل أنت من الذين لا يقدرون حرية المرأة؟ ولا أريد أن أسلسل القول، فإن الصحابة وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم وأجل من أن يوصف أحد منهم بمنقصة ولو كانت صغيرة، فلما بلغ ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم قال:(أتعجبون من غيرة سعد؟! والله إني لأغير منه، والله أغير مني، ومن أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) وهذا حديث يدلنا على أن المعنى أن نكون غيورين على أعراضنا، قائمين بأمر الله عز وجل في حفظها وسترها وصونها، ولا أريد أن أتوسع وإن كان الأمر يحتاج، فإن تلك المشكلات أدت إلى تأخر في الزواج، وإلى كثرة العوانس، وجاء من بعد ذلك كثرة الطلاق، وأصبحت الأحوال الاجتماعية متوترة توتراً عجيباً، حتى إنه صار من المعلوم المنتشر في وسائل الإعلام أن نسب الطلاق قد بدأت تتجاوز ثلاثين في المائة من نسب الزواج، أي: كل ثلاث حالات زواج ربما تنتهي واحدة منها بالطلاق، ومعنى ذلك ما معناه مما نعرفه من الآثار الوخيمة.
ومن هنا كذلك نجد الأحاديث في مثل هذا المعنى عظيمة وكثيرة، والحديث يطول، والآية ظاهرة:{وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}[الأنعام:١٥١].
نسأل الله عز وجل أن يسلم قلوبنا وأعيننا وأبصارنا من الفواحش وما يدعو إليها، وأن يطهرنا ويطهر مجتمعاتنا رجالاً ونساءً شيباً وشباناً مما يدعو إلى تلك الفواحش ويقرب إليها.