[التحذير من خطر الدعوات الإصلاحية المزعومة من أعداء الإسلام]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.
أما بعد: معاشر المؤمنين! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه، فاحرصوا على التقوى في السر والعلن، واحرصوا على أداء الفرائض والسنن، واحرصوا على اجتناب الفتن ما ظهر منها وما بطن.
إن أمر هذا الدعوات الإصلاحية لمؤكد خطره، ومؤكد أنه يسير بخطى حقيقية وواقعية، وتنفذ بنوده وتمضي اتفاقياته.
وهنا يتساءل كثير منا ويقول: ما الواجب الذي أستطيعه والأمر هائل ضخم كبير؟ وهو كذلك، وفوق هذا كله يأتي مفروضاً بقوة رغبة أو رهبة، وبصور مختلفة متنوعة.
إن الأمر جد خطير يحتاج من كل أحد منا أن ينتبه، وأول هذا أن ندرك الخطر وأن نعرفه، وأن نعرِّف به.
إننا كثيراً ما نلتفت إلى أمر واضح واحد عندما نستمع إلى الأخبار عمن يقتل من إخواننا في أرض فلسطين، أو من تدمر البيوت عليهم في أرض العراق، فنشعر أن هذا اعتداء صارخ، وأنه أمر يثير الحفائظ، ويحرك الحمية والغيرة، لكن هناك أمور لا تقل خطراً عن ذلك، بل ربما تكون أكبر منه، وهي كذلك من جهة أخرى، وهي التي توصل إلى ذلك الخطر وتمهد له، فتجوس من خلاله بين الديار، تنهك الاقتصاد، وتخرب الاجتماع، وتفسد السياسة، وتحلل الإعلام وتفسده، فحينئذ يحصل من الأمور والمفاسد أضعاف أضعاف ما قد يحصل من أمر احتلال مسلح، أو قتل وتدمير؛ ولذلك الوعي ثم الوعي ثم الوعي، والانتباه ثم الانتباه.