آخر ما يمكن أن نذكره مشروع حمامة السلام: والمقصود به أن تقوم بالمهمة بدون مفاوضات سياسية، ولا مؤتمرات دولية، ولا ألاعيب سياسية، كم من الناس تجد بينهم خصومة وسوء تفاهم وبعض المشكلات، لماذا لا تقوم بالإصلاح بينهم؛ لتنال الشرف العظيم، والأجر الكبير في إصلاح ذات البين؟ وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(إن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين).
كم سعينا بين الناس بالإصلاح؟! قليل، بل نحن أحياناً نكون ضد ذلك، ونكون من أسباب استمرار أو زيادة الشحناء، أنت نفسك قد تكون بينك وبين بعض أقاربك وأصدقائك خصومة أو مشكلة، لماذا لا تكون أنت حمامة السلام؟ لماذا لا تبادر إلى زيارة أرض العدو -كما يقولون-؟ زر خصمك وزر غريمك، وأنت وإياهم في حقيقة الأمر إخوة في الإسلام، وقد تكونون إخوة في القرابة والرحم والدم، لماذا لا نكبر عقولنا، ونوسع صدورنا، ونفتح قلوبنا؟ لنغتنم هذه الفرصة العظيمة لنشيع الوئام والمحبة والسلام فيما بيننا، ولنكون بالفعل صفاً واحداً ضد أعدائنا الذين يأتون بالموت الزؤام في عباءة ورداء السلام.