للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التوسط في اللهو المباح]

السؤال

كيف نوفق بين قول من قال: حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، وقول ابن مسعود رضي الله عنه فيما ينبغي أن يكون عليه حال حامل القرآن، مع ما عليه أغلب شباب التحفيظ وبعض الحفاظ من اللعب بالكرة وغيرها من الألعاب؟

الجواب

ينبغي لك أن تكون متزناً في حكمك، ومعتدلاً في رأيك، فليس اللهو محرماً بالكلية، وإن بعض اللهو يستجم به، كما جاء عن أبي الدرداء في الساعات الأربع، قال: ومنها ساعة أستجم فيها لنفسي فهي عون لي على الساعات الثلاث، والأمر المباح الذي ينشط ويرفه الناس لا حرج فيه، وصاحب الرسالة ليس بالضرورة أن تراه دائماً حزيناً باكياً، فربما تبسم وقلبه ينطوي على هموم الأمة، وملء نفسه همة تطمح إلى ذرى القمم وأعالي الجبال، ثم أخي لا تعمم وتقول: الأغلب أو الأكثر، ولا تكن متشائماً في نظرتك، فإن هذا مما حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم: (من قال: هلك الناس فهو أهلَكُهم)، وفي ضبط آخر للرواية (فهو أهلَكَهم) أي: هو الذي أراد إهلاكهم أو فهو أهلَكُهم، أي: أشد هلاكاً منهم.