للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفضل بن دكين وفتنة المال]

من كان يوقن بذلك فإنه لن يبيع نفسه بدرهم ولا ديناراً، فهذا الفضل بن دكين من علماء الإسلام، عند فتنة خلق القرآن كان ممن يدرسون ويأخذون أجراً من بيت المال، فلما دعي إلى هذه الفتنة امتنع منها، قالوا: إذاً نقطع عنك عطاءك؛ فأي شيء صنع؟ قال: ما دنياكم التي عليها تحرصون إلا كزر قميصي هذا، ثم خلعه ورمى به في وجوه القوم.

هذه قوة تستعصي على أي انجذاب أو تغيير أو تمييع أو استمالة.

وكذلك فعل بأحد السلف في فتنة خلق القرآن وقطع عنه رزقه، وكان كما قال الذهبي في ترجمته: وكان في بيته أربعون نفساً -يعني: أسرته ومن يعولهم- فلم يفكر كيف سيأكلون؛ أو كيف سوف يؤمن حياتهم؟ لأن يقينه بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، قال الذهبي في السير أنه قال: فما جاء الليل إلا وطارق يطرق، ففتحت فإذا رجل شبهته بسمان قال: وإذا به يدفع لي كيساً فيه ألف دينار، ثم يقول: ثبتك الله كما ثبت هذا الدين، وإذا كان آخر كل شهر كان مثل ذلك، ومن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب.

وهذه قضايا إيمانية مهمة في أحوالنا الملمة نحتاج إلى أن نتأملها ونتدبرها.