وهنا درسنا المهم أيضاً، وهو أننا في شأن إيماننا وعقيدتنا وإسلامنا ومبادئنا ينبغي أن نعلن العلو والاستعلاء، وأن نظهر الثبات والقوة.
قد تكون هناك جولات تراجعنا فيها؛ لكن المبادئ والأسس والعقائد لا يمكن بحال أن يكون فيها إظهار تلون أو ضعف، فلما قال أبو سفيان: اعل هبل.
كان
الجواب
( الله أعلى وأجل)، واليوم قد يقولون: إن الديمقراطية تنتصر، وإن الإسلام يندحر، وبعض الناس من بني جلدتنا صاروا يتكلمون بألسنتنا، ولكن بعقول وقلوب غيرنا من أعدائنا، فيروجون إلى ضرورة مراجعة في أصول ديننا، وثوابت عقائدنا، وأسس حياتنا الاجتماعية المبنية على هذا الدين، وثقافتنا وتصوراتنا المنبثقة من نور القرآن وهدي النبي العدناني صلى الله عليه وسلم.
ولذلك لما قال أبو سفيان: العزى لنا ولا عزة لكم، كان رد النبي صلى الله عليه وسلم حاسماً:(الله مولانا ولا مولى لكم) إنه الركن الركين الذي يفيء إليه المسلمون، والقوة العظمى التي إليها يلتجئون، وإذا عرفوا ذلك فلا خوف عليهم، فلئن كسروا في جولة فإنهم في أخرى منتصرون، ولئن تراجعوا في موقف فإنهم في آخر متقدمون.