[الواجب تجاه برنامج ستار أكاديمي]
وأمر أخير: لو أن القضية قضية تعلم للفن فهناك أكاديميات وكليات موجودة في العالم العربي يدخلها المئات، ويدرسون السنوات، ويختبرون، ويقدمون المشاريع، ويتخرجون، فلماذا نحتاج إلى مثل هذا لنخرج واحداً أو عشرة وعندنا المئات يدرسون في هذه الكليات، ويتخرجون وهم مخرجون وفنانون وملحنون؟! فأضيفوا أولئك إلى تلك المعاهد وأريحونا لو كان لكم قصد في مزيد من هذا التأهيل النافع المفيد بحسب قولكم! إن القضية التي أريد أن أقف عندها هي: أن خسائرنا تتوالى، وأننا في معظم أحوالنا ومواقفنا نقف موقف المتفرج، فالخسائر تتوالى ونحن نتفرج، وتزداد ونحن نتفرج، وتتعاظم ونحن نتفرج، وتتكرر ونحن نتفرج، ولن أجيب أحداً على سؤاله: ماذا تريد منا أن نعمل؟ لأنني أعتقد جازماً أننا مسئولون جميعاً، وأن في عنق كل منا أمانة، وأن كل أحد عنده غيرة وعزم يستطيع أن يفعل شيئاً، ويستطيع أن يقول كلمة، وأن يوصل رسالة، وأن يقاطع برنامجاً، فمن الذي يصوت؟ ومن الذي يشاهد؟ ومن الذي يشتري؟ إنهم مجموعة من بيننا؛ من ذلك الأب أو تلك الأم أو ذلك الأخ أو تلك الأخت، أو أولئك الأبناء والبنات، فلم يأتوا لنا من المريخ، ولم يهبطوا علينا من كوكب آخر، بل هم من مجتمعنا، فأين نحن منهم؟! أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ علينا أمننا وإيماننا، وسلمنا وإسلامنا، وأخلاقنا وسلوكنا، وأن يجعلها مستقيمة على أمره.
اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً، اللهم خذ بنواصينا إلى طريق الحق والسداد، وألهمنا الرشد والصواب.
اللهم وفقنا لطاعتك ومرضاتك، واصرف عنا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك كما حسنت خلقنا فحسن أخلاقنا، واهدنا لأحسن الأخلاق؛ فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف اللهم عنا سيئ الأخلاق وأرذلها؛ فإنه لا يصرفها عنا إلا أنت.
اللهم مكن في الأمة لأهل الخير والرشاد، واقمع أهل الزيغ والفساد، وارفع في الأمة علم الجهاد، وانشر رحمتك على العباد.
اللهم تول أمرنا، وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا يا رب العالمين! اللهم أحسن ختامنا وعاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين، ونكس رايات الكفرة والملحدين.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميراً عليه، ورد اللهم كيده في نحره، وأشغله بنفسه.
اللهم عليك بسائر أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم فرج همهم، ونفس كربهم، وعجل فرجهم، وامسح عبرتهم، وسكن لوعتهم، اللهم واجعل لنا ولهم من كل همّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل فتنة عصمة، ومن كل بلاء عافية يا سميع الدعاء! اللهم أحسن خاتمتنا وعاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم انصر عبادك وجندك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين! اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، وارزقه بطانة صالحة تدله على الخير وتحثه عليه يا سميع الدعاء! عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله، استجابة لأمر الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦]، وترضوا على الصحابة الكرام، نخص منهم بالذكر ذوي القدر العلي والمقام الجلي وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلى عباد الله الصالحين.
والحمد لله رب العالمين.