أولاً: النسيان: يقول الحسن البصري: غائلة العلم النسيان.
هذا النسيان من أسبابه: أولاً: المذاكرة عند الإرهاق، يذاكر الطالب ويقول: ذاكرت وتعبت، ولكني ما استطعت أن أحفظ؛ لأنه كان مرهقاً مجهداً، والإنسان كيان واحد:(إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد)، إذا كنت مريضاً في قدمك أو مرهقاً في نومك، سيكون هذا له تأثير على ضعف العقل والذهن.
ثانياً: كثرة التنقل من منهج إلى منهج، أو من فصل إلى فصل، قرأ قليلاً ثم انتقل إلى الفصل الآخر قبل أن يتم الأول، أو إلى مادة أخرى قبل أن يتم الأولى، ويخلط من هنا وهناك؛ فلا يصبح عنده إلا كناشات وقصاصات ومتفرقات لا يمكن أن تنتظم في صورة يكون بها حافظاً لهذا المنهج.
ثالثاً: عدم المراجعة القريبة الآنية: عندما تحفظ شيئاً لابد من التسميع والمراجعة في وقت قريب، لا تحفظ الآن ثم تراجع بعد شهر، فقطعاً ستكون قد نسيت.
رابعاً: الاضطراب والخوف: وهذا لا شك أنه من أعظم الأسباب التي تبدد كل ما يحفظ، ولذلك الإنسان عند شدة الخوف قد ينسى حتى اسمه كما يقولون، فإذا كان الإنسان كثير الخوف دائم الاضطراب يقل مستوى حفظه بشكل كبير.
خامساً: عدم التركيز: فهو يريد أن يحفظ الصفحة كما هي، حتى أنه يحفظ ما بين الأقواس، مثل:(انظر شكل سبعة) فهو يريد أن يحفظ هذا، وهذا طبعاً يرهق نفسه، ولا يستخلص ما يحتاج إلى الحفظ.
سادساً -وهو مهم-: عدم الربط بين الأفكار لضمان التسلسل: لابد أن تربط بين الفكرة والفكرة، والفقرة والفقرة، حتى تستمر في التسلسل في الحفظ، أما أن تحفظ نقطة ونقطة ونقطة، فإذا أردت أن تربط بينها لا تستطيع، مثل الذي يحفظ القرآن فيحفظ صفحة وصفحة وصفحة ولا يربط بينها، فإذا انتهى إلى آخر آية في الصفحة وقف حتى تعطيه أول آية فيستمر، ويسمع الصفحة كاملة تسميعاً جيداً، فإذا جاء إلى آخر الصفحة وقف حتى تعطيه مرة أخرى، لماذا؟ لأنه لم يربط بين هذه المحفوظات بتسلسل معين، ولك أن تسلسل بطرق شتى، لك أن تربط التسلسل إما بصورة الصفحة، أو بمضمونها، أو بموقف وتداعي الأفكار -كما يقولون- عندما ركز مدرس على هذه المسألة، وعندما ناقشتها مع بعض إخوانك من الطلاب، هناك كثير من الصور للربط، المهم لابد أن يكون هناك ربط.
سابعاً: عدم تكثير الوسائل لهذا الحفظ من سماع وقراءة.