فماذا ترى في اهتمامات المرأة المسلمة التي فتنت اليوم بما فتنت به إلا من رحم الله؟! إنها تشتري المجلات بالأثمان الغالية؛ لتنظر إلى هذا الزي أو إلى هذا اللون أو إلى ما تتحدث به الممثلة الفلانية، أو ما تقول به الرياضية الفلانية، إلى غير ذلك، فجعل الاهتمام في هذا الجانب، واهتمام نساء المسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن كذلك، ورد في صحيح البخاري ومسلم: أن أبا بكر رضي الله عنه قال لـ عمر: (انطلق بنا فلنزر أم أيمن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيها ويقيل عندها في بيتها، فلما جاء أبو بكر وعمر ودخلا عليها بكت، فقالا: ما يبكيك يا أم أيمن؟! قالت: والله ما أبكي على شيء، إلا أني أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فبكيا)، فانظر إلى المرأة المسلمة ما الذي كان يحزنها، وانظر إلى المرأة المسلمة ما الذي كانت تفكر فيه! وهذه أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون في مستقبل الزمان، وأن المسلمين سيغزون أهل الكفر على البحر، قالت:(يا رسول الله! ادع الله أن أكون منهم)، فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم، فركبت البحر في الغزو جهاداً في سبيل الله، ونصرة لدين الله عز وجل.
ومفاخر نساء الإسلام اليوم قد تجدها منصرفة إلى جانب: فلانة ماذا صنعت، وبأي أثواب أتت من شرق أو غرب، وفلانة ماذا صنعت من جمال شعرها، أو من تغيير وجها إلى غير ذلك! وأما مفاخر نساء الإسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت غير ذلك، فهذه زينب أم المؤمنين رضي الله عنها تفاخر بقية أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول:(زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات)، وهذه أسماء بنت عميس هاجرت الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، ولما افتخر عمر رضي الله عنه بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وشهود المغازي في بدر وأحد التي لم يشهدها أهل الحبشة، ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: إن ابن الخطاب يزعم كذا وكذا وكذا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وإن لكم أهل الهجرتين لأجرين)، فافتخرت بذلك، قال الراوي: فجعل أصحاب الهجرة يردون إليها يسمعون منها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذاً: هذه صور وومضات سريعة مما يعطيه الحجاب للمرأة المسلمة من أمن نفسي، ومن وقاية صحية، ومن حفظ لأمنها وعرضها، وغير ذلك من المصالح، نسأل الله عز وجل أن يفقهنا في ديننا، وأن يعصمنا بشرعنا، وأن يلزمنا هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.