للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رسالة إلى المسلمين في أرض العراق]

ورسالة أخيرة إلى المسلمين في أرض العراق: إلى الذين ثبتوا وقاموا وقاتلوا، نريد أن نحيي هذه الوقفة الشجاعة، ولكننا نقول لهم: اجعلوها باسم الله، وارفعوا راية دين الله، وكبروا الله وهللوا الله، لا ترفعوا راية بعث كافر ولا غيره، اعلموا أنكم في جهاد دفع، وأنكم إن قاتلتم حتى للدفاع عن أرواحكم، وعن أعراضكم، وعن دياركم، وعن أموالكم فأنتم شهداء، فأخلصوا نيتكم لله: (من قاتل دون ماله فهو شهيد، من قاتل دون عرضه فهو شهيد).

ولذلك ينبغي لنا أن ندعو لهم أن يصلح الله حالهم، وأن يثبت إيمانهم وأن يجعل رايتهم راية الإسلام؛ حتى يعظم الله ثباتهم ويقوي عزمهم ويفك أسرهم ويعينهم بإذنه عز وجل على عدوهم.

ولقد قدموا موقفاً يشير إلى مسألة مهمة: الوهن الذي يفت في النفوس من هول القوة العظيمة التي تتكسر بأسباب بسيطة، ولقد أسقط الأفغان من قبل قوة عظيمة! ونحن لا نريد أن نكون عاطفيين لكننا نقول: ما رأيتم، وما سمعتم، وما علمتم، وهو يدل على أن هذه الهيبة العظيمة والهالة الهائلة ليست في حقيقة الأمر كما يروج لها، كم خابوا وخسروا، كم توقفوا وترددوا، كم جبنوا وانسحبوا، كم وقع لهم ما وقع! ولئن انتصرت أعداد ضخمة وقوىً هائلة على ما هو أقل منها بكثير، فليست العبرة في هذا النصر بأنه قد تحقق ولكن كيف يكون الميزان المختل، ثم يكون الثبات والمواجهة، ولذلك نقول: إن هذا درس، نسأل الله عز وجل أن يكونوا فيه على أعلى درجات الإيمان والإخلاص لله عز وجل، درسٌ في أن مقاومة الظلم وأن حماية العرض أمر له أثره وقوته، وكأنما بشعارهم يرسلونه وبأقوالهم وقوة مواقفهم ينبهون بها المتخاذلين والخائفين، يقولون: نحن مع ضعفنا ببنادقنا بأحوالنا البسيطة استطعنا أن نصنع شيئاً عظيماً، ولعلنا نؤكد عليهم وندعو لهم أن يصحح الله مقاصدهم ونياتهم: غايتي العظمى التي محضتها كل جهودي هي أن أسبق خيل الموت للعيش السعيد وأغذي كربلاء العصر من نزف وريدي خنت من خانوا كتاب الله أرباب الجحود وتمردت بإيماني على الكفر العنيد ونحرت الخوف قرباناً بساحات الصمود وتماديت فأدمى جبهة العيب صدودي ما فرشت الخد يوماً للموالي والعبيد لا ولم أمدح حواة العصر حراس اليهود يخسأ اللص ومن يطري على اللص المريد ذاك نهجي واضح غيبي به مثل شهودي منه لا أبرأ لو حزوا على السيف وريدي نسأل الله عز وجل أن يبرم لأمة الإسلام أمر رشد يعز فيه دينه وينصر فيه أوليائه، نسألك اللهم أن تنزل سخطك على أعداء الإسلام والمسلمين، وأن تحل بهم نقمتك، وأن تشدد عليهم وطأتك، اللهم أحصهم عددا وأقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعظيم سطوتك، واقذف الرعب في قلوبهم، واجعل الخلف في صفوفهم، واجعل بأسهم بينهم، ورد كيدهم في نحرهم، واشغلهم بأنفسهم، واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم، اللهم خالف كلمتهم واستأصل شأفتهم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.