[الفائدة الثانية عشرة: إعادة الأمل وبث الحماسة في نفوس المسلمين]
آخر الفوائد التي نذكرها على عجالة هي: إعادة الأمل وبث الحماسة في نفوس المسلمين، وذلك عندما يرتبطون بتاريخهم وأمجادهم وقادتهم وعلمائهم وأمرائهم وملوكهم، عندما يرون هذه الصفحات المشرقة، وعندما يقفون على هذا التراث العلمي الزاخر، وعندما يجدون هذه المؤلفات التي ربما لا يستطيعون حصر أسمائها فضلاً عن أن يقفوا عليها أو أن يقرءوها.
هذا كله يجعلهم على أمل وعلى يقين -إن رجعوا إلى دين الله عز وجل- أن يجددوا هذا التاريخ، وأن يعيدوا تلك الأمجاد، وكما يقال في أمثال العرب: ما أشبه الليلة بالبارحة.
وكما يقال عند غيرهم واستخدمه العرب أيضاً في الوقت المعاصر: التاريخ يعيد نفسه.
إذاً: يمكن أن يعيد التاريخ نفسه إذا استجلبنا منه هذه الفوائد، وكما قيل: أمة لا تعرف ماضيها لا تستطيع أن تخطط لمستقبلها.
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ضاع قوم ليس يدرون الخبر فهذه وقفة موجزة مع بعض هذه الفوائد في التاريخ، وهذه الوقفة الموجزة لا تغني شيئاً، ولكنك لو قرأت كتاباً واحداً من كتب التاريخ المعتبرة عند الأئمة المشهورين؛ لوجدت أضعاف أضعاف هذه الفوائد التي أشرت إليها، وأوجزت القول فيها.