[بذل أعداء الإسلام أموالهم في الصد عن سبيل الله عز وجل، وواجب المسلمين تجاه ذلك]
والله سبحانه وتعالى قد بين لنا كل هذه الجوانب، وبين لنا أن أمر الإنفاق والبذل عظيم، وأنه ينبغي للمسلمين ألا يتخلفوا عنه في الوقت الذي يتسابق فيه أهل الكفر فيبذلون أموالهم، ويبذلون عصارة أفكارهم، وخلاصة عقولهم، وذروة علومهم؛ ليكون ذلك في مواجهة الإسلام والمسلمين.
ثم أريد أنا وأنت أن نصد عدوان المسلمين وأن ننصر المسلمين، ونحن لا نخرج شيئاً من أموالنا! ولا نبذل قليلاً من أوقاتنا! ولا نريد أن نتعب أجسادنا! ولا نريد أن نقلق راحتنا! ولا نريد أن نفارق زوجاتنا وأولادنا! أي شيء هذا؟! قال عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنفال:٣٦] فقال: (ينفقون) أتى بصيغة المضارع التي تدل على الاستمرار في كل زمان ومكان وحال، فهم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، ولكن:{فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}[الأنفال:٣٦].
لكن أين الذين ينفقون ليدعوا إلى سبيل الله، بل لينصروا دين الله.
إن هذا لا يمكن أن يواجه إلا ببذل مماثل، كما كان عليه الحال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأسلاف أمتنا من الأئمة الأعلام الذي شرقوا وغربوا في طلب العلم، والذين شرقوا وغربوا في الجهاد في سبيل الله، والذين شرقوا وغربوا لينصروا دين الله عز وجل، كل ذلك ينبغي أن نعيه، وأنه خصلة أساسية من خصال المسلم الحق، فإنه منفق في سبيل الله سبحانه وتعالى، وباذل لنصرة دين الله.