للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرد على بعض الأوهام والشبهات التي يروجها من يريد هدم العفة]

هناك بعض الأوهام والشبهات التي يروج بها أهل الباطل مثل هذه الثغرات، وأسرد سرداً، ثم أذكر بعض التفصيل، فهذه الموجة الإعلامية الانحلالية مقبولة بحجة الترفيه والترويح عن النفس، ولا شيء فيها؛ لأن الإنسان أو لأن الشباب والشابات عندنا -بحمد الله- عندهم عقول، ولأن المجتمع عندنا -بحمد الله- محافظ! وهكذا نقول الأقوال الوهمية والدعاوى غير الحقيقية، ونغالط أنفسنا، ثم نقف بعد ذلك أمام النتيجة المرة.

وننبه على جانب واحد من هذه الجوانب يتعلق بالنساء على وجه الخصوص، ومن يقوم على شئونهن من الأزواج والآباء، إنه أمر الحجاب، فتجد كثيراً من الفوارق والمفارقات العجيبة، فهناك دعاوى كثيرة.

منها: أن الطهارة والعفة في القلب، فلا تغرنك المرأة المحجبة التي قد تجلببت بالسواد، وأرخت الحجاب على وجهها وكذا، فإنه كم وراء الحجاب من فتاة تتوصل بهذا الحجاب إلى الفتنة أو إلى الفساد.

وهذه كلمات يقولونها وينمقونها، وكم من فتاة لا يضرها أن تكشف عن وجهها أو أن تحسر عن شعرها أو تبدي ذراعها؛ لأنها واثقة من نفسها.

وهذا هو الذي يصبونه في الآذان صباح مساء، من خلال البرامج الإعلامية، فهذه فتاة تقول: أنا واثقة بنفسي، أنا مؤمنة بقدرتي وقوتي.

ثم بعد ذلك تزول هذه الثقة، وتتحطم هذه القوة، ويحصل ما يحصل مما يعلم! ومنها -أيضاً- أن الفتاة تقول: ما زلت في سن الشباب، فإذا كبرت تحجبت.

وهذه -كما يقولون- البضاعة البائرة التي تنزل في السوق ولا يريدها أحد، فتتحجب بعد أن تكون عجوزاً، ولو لم تتحجب وهي عجوز ما نظر إليها أحد، وما سأل عنها أحد، ولا تكلم معها أحد، بل قد جاء التشريع القرآني بأن القواعد من النساء يختلفن عن غيرهن؛ لأنهن لا ينظر إليهن، ولا يرغب فيهن، فالحجاب إنما يكون للمرأة في سن الشباب.

والعجب أنك ترى امرأة كبيرة في السن عليها وقار الحجاب ونور التستر وسيما الحشمة وهي تمسك بيد ابنتها وقد تكشفت وتبرجت وتعطرت وتغنجت، فإذا سئلت هذه المرأة المحجبة والأم المربية قالت: دعها تتمتع بشبابها؛ فإن العمر فيه فسحة! فهذا أيضاً من الأمور العجيبة التي سرت –وللأسف- في مجتمعات المسلمين.

وثالث هذه الأوهام والأباطيل القول بأن كل ممنوع مرغوب، فإذا حجبت المرأة رغبنا فيها، فاكشفوا عنها حتى تصبح أمراً عادياً ولا تلفت النظر.

فيا سبحان الله! لو كان الأمر كذلك فمن أين جاء الاغتصاب الذي نسمع عنه هناك في تلك البلاد، ولو كانت هذه القضية تنتهي إلى هذا الحد الذي يتصورونه ببلادة ذهن وغباء عقل لما كان بين الرجل وزوجته عشرة؛ لأنه سيألفها وسيراها، وبالتالي تصبح عنده شيئاً عادياً وكأنما هي جزء من الأثاث، فهؤلاء يغالطون أنفسهم، وينسون أصل خلقة الإنسان وفطرته، وهذه -أيضاً- من الأمور التي تروج بين كثير من فتيات المسلمين.

وأيضاً من هذه الأمور أن بعض الفتيات تقول: سأتحجب، ولكن عندما أقتنع أولاً، فنحن نريد أن تكون عندنا قناعة، ونريد أن نثبت من هذا بالعقل.

بمعنى أنها لا تريد أن يكون الحجاب مجرد حكم شرعي، وهذا لا شك أنه من جهة أخرى أمر عظيم، ولكن هل هي تريد أن تقتنع حقيقة أم أنها تفرح ببعض جمالها وشبابها وتريد أن تغري أو أن تبدي؟! وكذلك في هذا الباب أن بعض الفتيات تقول: أريد أن أتبرج أو أتكشف قليلاً حتى أرغب بعض الشباب في الزواج بي، فهي تعرض نفسها حتى يأتي -كما يقولون- فارس الأحلام فتتزوج، وحينئذٍ -إن شاء الله- تتحجب.

فنقول: سبحان الله! أي مبدأ هذا؟! إنه مبدأ اليهود الذي يقول: إن الغاية تبرر الوسيلة.

فهي تريد أن تتزوج، لكن ما الذي يضمن لها أن لا تختطف وأن لا تغتصب، فما دامت معروضة لهذا الغرض فقد يأتي الغرض على غير ما تريد، وهذه كلها أباطيل وحيل إبليسية شيطانية.

ومن قائلة أيضاً: إن الحجاب يعيق عن الحركة، والأجواء الحارة أيضاً لها أثر في هذا! إلى غير ذلك من أمور كثيرة شاعت بين المسلمين وللأسف الشديد.