للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الضوابط في التعامل بين الداعية والمدعو]

السؤال

حبذا أن تذكر لنا بعض الضوابط في التعامل بين الداعية والمدعو إذا كان الداعية حسن الهيئة، أو أمرد، أو غير ذلك مما قد يوجد بعض المشكلات لدى بعض الشباب، وقد يتسبب في وجود مخالفات محظورة؟

الجواب

قد ذكرت هذا الأمر على وجه الخصوص، وبينت أو نصصت عليه؛ لأنه واقع، فأول علاج: أن نعرف المشكلة، وأن نسلم بوجودها، فالمشكلة التي يقع فيها بعض الشباب أنهم يغالطون أنفسهم، ويلبسون الخطأ ثوباً من الصواب، فيجعلون بعض تلك الممارسات تحت شعار الأخوة في الله، وتحت إطار التلطف الذي يستميلون به قلب المدعو ليؤثروا فيه إيجابياً؛ ليمتثل ويستجيب لأمر الخير والإصلاح، وهذا هو مكمن الخطر، فينبغي معرفة الآتي: أولاً: لابد من معرفة الخطأ والمصارحة فيه.

ثانياً: لابد من معرفة الأسباب والامتناع منها، وقد ذكرت منها: كثرة الاختلاط، والتجاوز عن النصح، والتماس الأعذار، والتبرير الدائم، والغيرة من الآخرين، فتفقد نفسك لئلا تقع في هذا المحظور؛ إذ الوقوع يكون له مقدمات وبدايات ثم يستحكم، فإذا أدركته من البدايات سهل أمر العلاج له.

ثالثاً: لابد أن يستفيد الإخوة من بعضهم البعض، وأن يكون بينهم مصارحة، وهنا يقع أيضاً لون من ألوان التقصير الذي ينبغي ألا يكون، فداعية يرى أخاه ربما يمارس أو يقع في خطأ في هذا الجانب، فيمنعه الحياء أو الحرج أن يلفت نظره إلى بعض الممارسات التي قد تكون لها بعض المحاذير أو الأخطار، فإن أمر الحياء ينبغي ألا يمنع من إحقاق الحق وإبداء النصح، فلو كان الإخوة فيما بينهم متناصحون لمنع ذلك من وقوع هذا الأمر.

والأمر الذي بعده أمر القيادة الراشدة الواعية؛ فإن الأخ من الشباب لابد أن يكون له من يستنير برأيه، ويرجع إليه أو يطلب مشورته، فهذا ينبغي أن يكون دقيقاً بصيراً، وأن يعرف طبائع النفوس، وطبيعة سن الشباب، فلا نغفل مثل هذه الجوانب، ولا يقل أحد: إن الشاب مادام ملتزماً أو مصلياً فمعنى ذلك أنه يعصم من الخطأ أو يعصم من تأثير العواطف والغرائز، فهذا أمر غير مقبول ولا واقع في الجملة، فهذا ربما يشير إلى مثل هذا الأمر.