كنت مع أحد المدرسين نتناقش حول ما قد يُطرح في هذا الموضوع، فكان يقول لي: الصبر هو الذي يحل كل المشكلات المتعلقة بالمعلمين وبعملية التعليم.
والحقيقة أن أكثر الناس احتياجاً للصبر هم المعلمون؛ لأنهم يواجهون البلادة، ويواجهون الجهالة، ويواجهون الحماقة، ويواجهون أحياناً الصلافة، وكل هذه المعاني يواجهها المدرس، إضافة إلى مواجهة العناء والتعب والإرهاق، وأنا أعلم أن المدرسين سيقولون: لماذا لم يكن هناك حديث عن هذا المدرس الذي يقف خمس حصص أو خمس ساعات في كل يوم، ومهمته أن يبدأ حصته بالكلام وينهيها بالكلام طول الوقت، ومهمته بعد ذلك أن يكتب، وأن يسأل، وأن يعاقب، وأن يراقب، وأن يدقق، إلى غير ذلك؟ وأقول: هذا كله لنا فيه وصفة واحدة هي الصبر، ولذلك جُعل الإيمان شطرين: شطر شكر وشطر صبر، والنبي عليه الصلاة والسلام قد بين عظمة الصبر في هذا المعنى، والحقيقة أن الصبر -أيضاً- فن؛ لأن الطلاب أحياناً يتنافسون في كيفية إخراج المدرس عن صوابه وإغضابه وامتحانه في سعة صدره وحلمه.