للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَعَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، وَغَيْرِهِ، قَالُوا:

أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ: زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ.

مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ: عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

مَا كُنَّا نَدْعُوْ زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ إِلاَّ زَيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ، فَنَزَلَتْ: {ادْعُوْهُم لآبَائِهِم، هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} [الأَحْزَابُ (١) : ٥] .

إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ:

أَخْبَرَنِي جَبَلَةُ بنُ حَارِثَةَ، قَالَ:

قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! ابْعَثْ مَعِي أَخِي


(١) أخرجه البخاري (٤٧٨٢) في التفسير: باب ادعوهم لآبائهم، ومسلم (٢٤٢٥) في فضائل الصحابة: باب فضائل زيد، والترمذي (٣٢٠٧) في التفسير: باب ومن سورة الاحزاب، وقال: حسن صحيح.
و (٣٨١٦) في المناقب: باب مناقب زيد، والبيهقي في سننه ٧ / ١٦١: باب نسخ التبني.
وزيد هذا هو الذي قال الله تعالى فيه مخاطبا نبيه الكريم: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) .
وقد نقل كثير من المفسرين في قوله تعالى: (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) أقاويل معتمدين على ما أورده الطبري في تفسيره ٢٢ / ٦٣ من طريق: بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة ... ومن طريق: يونس عن ابن وهب، عن ابن زيد ... وابن سعد ٨ / ١٠١ والحاكم في " المستدرك " ٤ / ٢٣ - ٢٤ كلاهما من طريق الواقدي، عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن يحيى بن حبان ... فقالوا: إن ما أخفاه النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبداه الله تعالى هو وقوع زينب في قلبه ومحبته لها وهي تحت زيد وأنها سمعته يقول: " سبحان مقلب القلوب " وهي أسانيد منقطعة والثالث منها ضعيف جدا، فالواقدي متروك، وعبد الله بن عامر الاسلمي ضعيف، وقد نص على ضعفها جهابذة النقاد من أئمة الحديث والفقه، كالحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ٨ / ٤٠٣، وابن العربي في " أحكام القرآن " ٣ / ١٥٣٠، ١٥٣٢، وابن كثير في تفسيره ٥ / ٤٦٦، والآلوسي ٢٢ / ٢٤، ٢٥.
وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي، لكتم هذه