(واستثن كل زائد له عمل ... كالبا ومن والكاف أيضًا ولعل)
على كل حال: الجار والمجرور "باسم الله" متعلق بمحذوف تقديره يعرف مما قبله "باسم الله أتي أهلي" واسم الله المراد به كل اسم من أسماء الله؛ لأنه مفرد مضاف والباء في قوله:"باسم الله" للاستعانة والمصاحبة. "اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا", "اللهم", يقول النحويون: إن أصله يا الله فحذفت ياء النداء وعوض عنها الميم ثم أخرت الميم تيمنا باسم الله وتبركا به, واختيرت الميم دون غيرها؛ لأنها دليل جمع كأن الداعي جمع قلبه على الله الذي ناداه وعلى هذا فنقول:"الله"(لفظ الجلالة) منادى مبني على الضم في محل نصب حذفت منه ياء النداء وعوض عنها الميم, "جنبنا الشيطان" يعني: أبعده عنا, واجعله منا في جانب بعيد و"الشيطان" اسم جنس للمردة من الجن, وهو مأخوذ من شطن إذا بعد عن رحمة الله والدليل على أنه مأخوذ من شطن أنه منصرف فيدل ذلك على أن النون فيه أصلية ولو كانت زائدة والألف زائدة لمنع من الصرف ولكن النون أصلية, قال الله تعالى:{وحفظناها من كل شيطان رجيم}[الحجر: ١٧]. "وجنب الشيطان ما رزقتنا" يعني: أبعده 'ما رزقتنا, يعني/ أعطيتنا من الولد الذي يكون من هذا الإتيان. قال:"فإنه أن يقدر بينهما ولد", وحذف الفاعل ولم يقل: وإن يقدر الله للعلم به كما قال تعالى: {وخلق الإنسان ضعيفًا}[النساء: ٢٨]. فحذف الفاعل للعلم به, يقول:"ولد" ذكر أو أنثى وهل الولد يطلق على الأنثى؟ نعم. "في ذلك لم يضره", "في ذلك" أي: في ذلك الإتيان الذي يسمى عليه هذه التسمية, "لم يضره الشيطان أبداً" لم يضره ضرراً حسياً بدنياً أو ضرراً معنوياً أو دينيًا أو خلقيًا؟ نقول: الحديث عام لم يضره الشيطان حسًا ولا معنى ولا في الدين ولا في الخلق. وقوله:"أبدًا" تأكيد للنفي "لم يضره الشيطان أبدًا" كما في قوله تعالى: {ولا يتمنونه أبدا}[الجمعة: ٧]. فهنا التأكيد تأكيدًا للنفي, هذا الحديث يتضح فيه تمامًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الرجل إذا أتى أهله أن يقول هذا الذكر ولكنه صلى الله عليه وسلم ساقه بصيغة العرض لا بضيعة الطلب وهذا من باب تغير الأساليب قد يكون الطلب بلفظ الأمر وقد يكون بألفاظ تفيده. نستفيد من هذا الحديث: الحث على هذا الذكر عند الجماع؛ لأن كل إنسان يود أن الشيطان لا يضر ولده وهذا من أسبابه.
ومن فوائد الحديث: الرد على الجبرية في قوله: "إذا أراد أن يأتي".
ومن فوائد الحديث: بركة البسملة وهو كذلك, فالبسملة فيها بركة عظيمة, يدل على بركتها أن الإنسان إذا سمى على الذبيحة حلت, وإذا لو يسم حرمت إذا سمى على الأكل امتنع الشيطان من مشاركته, وإذا لم يسم شاركه الشيطان فيه.