ومن فوائد هذا الحديث: ما دل عليه لفظه من أن السنة أن يرفع مرفقيه ويضع كفيه على الأرض.
[صفة الأصابع في السجود والركوع]
٢٨٩ - وعن وائل بن حجر رضي الله عنه:((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع فرج بين أصابعه، وإذا سجد ضم أصابعه)). رواه الحاكم.
((كان إذا ركع فرج بين أصابعه))، وأين تكون الأصابع؟ تكون على الركبتين، فيضع يديه على ركبتيه مفرجة الأصابع، هذا هو الأفضل، كأنه قابض على الركبة، أما إذا سجد فإنه يضم أصابعه ولا ينشرها، وهذا ليقع الفرق بين الركوع والسجود أن وضع الأصابع في الركوع مفرق، وأن وضعها في السجود مضموم.
[الجلوس في محل القيام وأحكامه]
٢٩٠ - وعن عائشة رضي الله عنها قالت:((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي متربعا)). رواه النسائي، وصححه ابن خزيمة.
((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم)) رؤية عين، ((يصلي متربعًا)) تريد بهذا الجلوس مكان القيام فإنه يصلي متربعًا، التربع أن يجعل الساق والفخذ أربعًا، ما هو اسمه العامي؟ بلغة القصيم ((مفخي))، على كل حال: هذا معنى عرفي عند الناس لكنه في محل القيام، والحكمة من ذلك: أنه إذا تربع صار أريح له وأثبت وأكثر طمأنينة، حتى إن ابن القيم رحمة الله قال في قول النبي صلى الله عليه وسلم:((لا آكل متكئًا)). قال: من الاتكاء التربع على الأكل؛ لأن المتربع جالس جلسة المطمئن، ومن المعلوم أن القيام أطول من غيره من الأركان، فلذلك كان يصلي متربعًا هذا في حال القيام، ومتى يكون الجلوس في محل القيام؟ يكون في النافلة مطلقًا؛ المتنفل يجوز أن يتنفل قائمًا أو قاعدًا، ويكون أيضًا في الفريضة عند العجز عن القيام أو الخوف للقيام، أو متابعة الإمام في الفريضة صلى جالسًا في هذه الأمور الثلاثة عند العجز واضح لقوله تعالى:{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}[البقرة: ١٩٥].
رجل بينه وبين عدوه جدار قصير إن قام رآه العدو وإن صلى قاعدًا لم يره؟ نقول: صل قاعدًا.