فهو معنوي، [والكذب منه ما هو خير] ومنة ما هو شر، من كذب ليصلح بين الناس فهو خير، ومن كذب في الحرب وموه على العدو بأن الجمع كثير والعدة قوية فهو خير، ومن كذب على امرأته بشيء لا يمكن أن تطلع فيما بعد أنه كذب من أجل الإلفة والقربة منها فهو خير، ولهذا أبيح الكذب في هذه الثلاث، ثم إن الكذب قد يكون أشد ذكر في هذا الحديث إذا تضمن أكل مال بالباطل فإنه يكون فيه مفسدتان: المفسدة الأولى: مفسدة الكذب، والمفسدة الثانية: مفسدة الأكل بالباطل؛ إذن العموم ليس له مفهوم.
[كفارة الغيبة]
١٤٥٥ - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:«كفارة من اغتبته أن تستغفر له» رواه الحارث بن أبي أسامة بسندٍ ضعيف.
"كفارة" الكفارة بمعنى: الساترة، يعنى: ستر الذنب الذي ارتكبه من اغتاب صاحبه أن يستغفر له؛ أي: لمن اغتابه، فيقول: اللهم اغفر له.
وهذا الحديث - كما ذكره المؤلف - إسناده ضعيف، ولكن معناه له وجهة نظر إلا أنه لابد من التفصيل، فيقال: إذا اغتاب شخصاً فعلم فلابد أن يستحله؛ بأن يذهب إليه ويقول: إني اغتبتك وأطلب منك أن تُحللني؛ لأنه لما علم به صار متعلقاً به ولابد ان يستحله، وأما إذا لم يعلم به وليس مظنة أن يعلم به في فهنا يستغفر له، وجه ذلك: أن هذا الذي اغتاب ارتكب ذنباً فجزاؤه أن يستغفر لأخيه عن ذنوبه حتى يكافئه، ثم هناك أيضاً شيء آخر من الكفارة وهو: أن يذكره بالخير في المجالس التي اغتابه فيها أخذاً بقوله تعالى: {ن الحسنت يذهبن السيئات}[هود: ١١٤].
١٤٥٦ - وعن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه: «أبغض الرجال إلي الله الألد الخصم» أخرجه مسلم.
"أبغض الرجال": هذه صيغة تفصيل من البغض وهو: الكراهة، وقوله:"الرجال" هذا من باب التغليب، وإلا فالمرأة مثله، لكن لما كانت المرأة ضعيفة في الخصومة كما قال الله تعالى