وقال: الحيوان الكبير الجسم يحتاج إلى مدة أطول والصغير كالدجاجة يكفيه ثلاثة أيام, ولعل هذا أقرب القوال, أي: يختلف هذا باختلاف حجم الحيوان, وكذلك ينبغي أن يقال: ويختلف أيضًا باختلاف كثرة أكلها النجاسة, فإذا كان لها مدة طويلة تتغذى بالنجاسة وجب أن يكون انتظار التطهير أكثر, وإذا كان مدتها قصيرة فيكون انتظار التطهير أقل, الميزان ما ذكرناه أولاً وهو الرائحة, حتى لو أننا حبسناها عن النجاسات وأطعمناها الطاهر ثم ذبحناها ووجدنا فيها رائحة النجاسة فإنها تكون حرامًا؛ لأنها لم يزل عنها وصف الخبث.
[حل الحمار الوحشي والخيل]
١٢٧٧ - وعن أبي قتادة رضي الله عنه في قصة الحمار الوحشي: فأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه. قصة أبي قتادة رضي الله عنه. أنه مع أصحابه وكان حلالاً, وكان أصحابه محرمين فرأوا حمارًا وحشيًا وجعل بعضهم يحدث بعضًا وينظر بعضهم إلى بعض ويضحكون, ففطن لذلك أبو قتادة فرأى الحمار فركب فرسه, قال لهم: ناولوني الرمح, ولكنهم أبوا أن يناولوه؛ لأنهم محرمون, والمحرم يحرم عليه قتل الصيد, فأخذ رمحه ثم ذهب وقتل الحمار وأتى به إلى أصحابه وقدمه لهم, ولكنهم توقفوا عن الأكل حتى يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال: هل منكم أحد أشار إليه أو أعانه أو كلمة نحوها؟ قالوا: لا, قال: فكلوا.
ففي هذا الحديث من الفوائد: حل الحمار الوحشي, وجه ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منه وأذن لأصحاب أبي قتادة أن يأكلوا, ضد الحمار الوحشي والحمار الأهلي, والحمار الأهلي كان مباحًا ثم حرمه النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر. لو قال قائل: فهمنا من هذا الحديث أن الحمار الوحشي حلال لكن لو لم يأت هذا الحديث فهل نحكم بحله؟ نعم بناء على الأصل {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} [البقرة: ٢٩].
١٢٧٨ - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: "نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل منه, وما نحر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينكره الرسول فهو حلال.