٣٠٦ - وعن وائلٍ بن حجر رضي الله عنه قال:"صليت مع النبي صلى الله عله وسلم فكان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح.
هذا الحديث مما يستغرب على المؤلف رحمه الله في تصحيحه، لأن أكثر الذين خرجوه قالوا: إنه ضعيف بزيادة "بركاته"، ولكن بعض أهل العلم كالمؤلف يرى أن سنده صحيح، فإن كان هذا الحديث صحيحًا فإنه ينبغي للإنسان أن يفعله أحيانًا فيقول:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، كما أن نسخ أبي داود أيضًا اختلفت في هذا الحديث ففي بعضها يقولها في التسليمة الأولى فقط، وفي بعضها يقولها في التسليمتين جميعًا، ولكن أكثر الأحاديث الواردة عن الرسول- عليه الصلاة والسلام- أنه كان يقول:"السلام عليكم ورحمة الله" فقط، ور يزيد:"وبركاته"، وقد أعل لعض العلماء هذا الحديث بالشذوذ وقال: إن الأحاديث الكثيرة المتتابعة عن الرسول- عليه الصلاة والسلام- ليس فيها:"وبركاته"، ورواة هذا السند أيضًا متكلم فيهم، وما دام الحديث فيه الخلاف في متنه وسنده فالأولى أن يقتصر على ما تضافرت به النصوص:"السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله"، فإن هذا أسلم للإنسان وأبرأ لذمته، لأن إثبات شيءٍ زائدٍ في شريعة الله يحتاج إلى سندٍ صحيح يكون حجة للإنسان بينه وبين ربه إلى يوم القيامة، وما دام أكثر الأحاديث متكاثرة عن الاقتصار على ذلك بدون "وبركاته" فهي أولى لاسيما أنها في بعض الأحيان تحدث تشويشُا، ولكن التشويش بما ثبتت به السنة لا يهم، لأن الناس لو شوشوا أول مرةٍ يعتادون إنما إذا كان الأمر لم يثبت ثبوتًا يطمئن إليه الإنسان فالأولى ألا يفعل، نعم إذا كان الإنسان يريد أن يفعل ذلك فيما بينه وبين نفسه في صلاة النوافل إذا ترجح عنده أن الحديث صحيح، فإن ترجح عنده ضعفه فلا يقوله لا في النوافل ولا في غيرها.
[الأذكار دبر الصلوات ومعانيها]
٣٠٧ - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". متفق عليه.
هذا من الأذكار التي يقولها النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاته، وقد أمر الله بالذكر بعد الصلاة، فقال- جل وعلا-: {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم}[النساء: ١٠٣].