١٤١٥ - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي". أخرجه مسلمٌ.
"إن الله يحب": هذه جملة مؤكدة بـ "إن" والمحبة صفة حقيقة ثابتة لله عز وجل فهو -سبحانه وتعالى- يحب من شاء من الأشخاص والأعمال والأزمان والأماكن، محبة الله تتعلق بهذا كله، "أحب البلاد إلى الله مساجدها" هذه متعلقة بالأماكن، في الأزمان "أحب العمل إلى الله تعالى الصلاة على وقتها" هذا يتعلق بالأعمال والأزمان؛ لأن أول الزمن محبوب إلى الله عز وجل الأشخاص إن الله يحب المتقين هذا عموم هناك خصوص "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله وبحبه الله ورسوله"، هذه مقيدة بشخص، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي كان يقرأ ويختم "بقل هو الله أحد" لأنها صفة الرحمن، قال:"اخبروه بأن الله يحبه"، هنا يقول: إن الله يحب العبد هل العبودية الكونية أو الشرعية؟
العبد بالعبودية الشرعية؛ لأن العبد بالعبودية الكونية دون الشرعية لا يحب الله، كالكافر عبد الله -تعالى- بالعبودة الكونية؛ لأن الله تعالى يفعل فيه ما شاء. إذن العبد بالعبودية الشرعية، الصفة الثانية التقي يعني: متق لله عز وجل والتقوى: هي فعل ما يقي من عذاب الله بطاعة الله -تعالى- بأوامره واجتناب نواهيه، هذا أجمل ما قيل في التقوى، "الغ ني" يعني: الغني عن غير الله هو غني بنفسه قانع بما أعطاه الله لا يسأل الناس ولا يلحف في المسألة، والوصف الرابع:"الخفي" إنسان خفي لا يحب الظهور، ولأن أهم ما عنده هو محبة الله له ورضا الناس عنه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:"رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" هذا الأشعث الأغبر المدفوع بالأبواب خفي ما يُعرف ولا يؤذن له فيدخل، وقال صلى الله عليه وسلم:"طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان الحراسة كان في الحراسة ولا يبالي بنفسه -أي مكان يوضع فيه- إن شفع لم يشفع وإن سأل لم يعط" فالإنسان الخفي الذي لا يحب أن يتظاهر أمام الناس هذا هو الذي يحبه الله، أما الذي يحب أن يظهر وتجده إذا جلس في المجلس قام يتحدث وكأن لم يكن في المجلس سواه أو إذا جلس في مجلس قام يلحف في المسألة إذا