نقول: أما إذا كان العمود صغيرًا لا يقطع الصف فلا بأس, وأما إذا كان واسعًا يقطع الصف فهذا يكره, إلا إذا دعت الحاجة إلى هذا كالحرمين في أيام المواسم فإن الناس يحتاجون إلى أن يصلون بين السوةاري حتى لو كان حجمها صغيرًا, لأن الحاجة داعية لذلك.
أسئلة:
- ما اسم الرجل الذي أسره المسلمين؟
- ما مكانته في قومه؟
- ما نتيجة من الرسول عليه؟
[حكم إنشاد الشعر في المسجد وشروطه]
٢٤٤ - وعنه رضي الله عنه «أن عمر رضي الله عنه مر بحسان ينشد في المسجد, فلحظ إليه, فقال: قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك». متفق عليه.
يقول: أن عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين مر بحسان بن ثابت أشهر شعراء النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم شعرا في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وهو الشاعر المشهور, يقول: مر به عمر وهو أمير على المؤمنين ينشد في المسجد, يعني: يتلوا قصائده, وهل هو بغناء أو لا؟ نقول: لا يشترط أن يكون بغناء, الإنشاد هو إلقاء الشعر سواء كان بغناء أو بغير غناء, «فلحظ إليه» أي: نظر إليه نظر خفية كالمنتقد له, ففهم ذلك حسان رضي الله عنه فقال: «قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك»: قد كنت أنشد فيه - أي المسجد -, وفيه من هو خير منك يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومعنى الحديث ظاهر: أن حسانًا رضي الله عنه كان ينشد في المسجد فلما رأى عمر رضي الله عنه ينظر إليه نظر إنكار أجابه ودافعه بأنه كان ينشد وفيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي هذا الحديث فوائد؛ منها: جواز إنشاد الشعر في المسجد لهذا الحديث, وهل نقول: إنه بإقرار عمر, أو بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم؟ الثاني بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم, لكن هذا مشروط بأن يكون موضوع الشعر موضوعًا مفيدًا وليس موضوع لهوٍ وإنشاد للمآثر وما أشبه ذلك مما ينشد عن السابقين فيكون الشعر فيه مصلحة.
الشرط الثاني: ألا يؤذي بذلك أحدًا, فإن آذى المصلين فإنه يمنع للأذية, ودليل هذا الشرط أن النبي صلى الله عليه وسلم منع آكل البصل والثوم من دخول المسجد لئلا يتأذى الناس بالرائحة, فكيف إذا تأذوا بما يسمعون من أصوات هذا المنشد يشوش عليهم صلاتهم ودعاءهم وقراءتهم, وغير ذلك! !
الشرط الثالث: ألا يلزم منه تجمع الناس عنده حتى يشوش على أهل المسجد؛ لأنه إذا