في هذا الحديث فوائد منها: حرص السلف الصالح على العلم، حتى الأولاد يسألون آباءهم.
ومنها: جواز سؤال الابن لأبيه عن مسائل العلم، ومعنى ((جواز)) أي: أنه ليس بممنوع، وإلا فالأصل أن يسأل.
ومن فوائد الحديث: أن ما ورد عن الخلفاء الراشدين فهو حجة، ومنها أنه سأل عن الخلفاء الراشدين لئلا يقال: إنه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان موجودًا ثم نسخ، ليبين أنه ليس بموجود، ولذلك لم يفعله الخلفاء الراشدين.
ومنها: التلطف بالابن وكذلك البنت بما يدل على الحنان والرأفة والرقة لقوله: ((أي بني))، وهل يؤخذ أيضًا الرفق والعطف والحنان من حرف النداء ((أي)) بدل الياء؟ الجواب: نعم، يمكن أن يؤخذ لأنه ما دام ينادي بها القريب، فكأن هذا المنادي يقول لمن يخاطبه: أنت مني قريب.
ومنها: أن القنوت في الفجر بدعة وهو كذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله إلا لسبب، فإذا فعلته بدون سبب فهذا إحداث في دين الله ما ليس منه.
ومنها: التحذير عن الشيء ببيان وصفه المنفر عنه بدلًا عن ذكر حكمه لقوله: ((أي بني محدث))؛ لأن نفور النفس من الشيء المحدث المبتدع أشد من أن يقال: هذا حرام، أو ما أشبه ذلك.
[دعاء القنوت]
٢٩٦ - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهم أنه قال:((علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: اللهم أهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت)). رواه الخمسة، وزاد الطبراني والبيهقي:((ولا يعز من عاديت))، زاد النسائي من وجه آخر في آخره:((وصلى الله تعالى على النبي)).
الحسن بن علي بن أبي طالب هو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مع أخيه الحسين رضي الله عنهم سيدا شباب أهل الجنة، ولكن أيهما أفضل؟ الحسن بن علي أفضل من أخيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم خصه