ذات يوم وقال:((إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين)). ووقع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لما مات علي بن أبي طالب رضي الله عنه بايع بعض الناس الحسن، وقالوا: إنه أحق بالخلافة، ولما خاف الفتنة رضي الله عنه تنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه، فانطفأت بذلك فتنة عظيمة وشكر المسلمون الحسن رضي الله عنه، والعجب أن الرافضة تتعلق بالحسين أكثر من تعلقها بالحسن؛ وذلك لأن قصة مقتل الحسين تهيج الأحزان، وهم يريدون تهيج أحزان الناس، حتى بزعمهم يتشيعون للحسين رضي الله عنه ويعطفون عليه، ويكرهون معاوية وأمراءه، فالمسألة سياسية لا دينية، والمسألة لإضلال الناس لا لهدايتهم، نسأل الله أن يهديهم سواء السبيل.
قال:((علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر)) ظاهر اللفظ: أن هناك كلمات أخرى لقوله: ((في قنوت الوتر))، ولم يقل: أقنت بهن في الوتر. ((اللهم أهدني فيمن هديت)) اللهم بمعنى: يا الله أهدني فيمن هديت، الهداية هنا تشمل هداية العلم والإرشاد وهداية التوفيق والسداد؛ يعني: العلم والعمل. وقوله:((فيمن هديت)) أي: في جملة من هديت، وفيها نوع توسل إلى الله بأفعال الله.
((وعافني فيمن عافيت)) المعافاة: السلامة من كل ما يؤذي من أمراض وهموم وعدوان على الغير، ولهذا قال بعض العلماء: المعافاة أن يمنع الله شرك عن الناس، ويمنع شر الناس عنك، فهي لفظ عام، وتشمل المعافاة في أمور الدين وأمور الدنيا، ونقول:((فيمن عافيت)) كما قلنا ((فيمن هديت)).
((وتولني فيمن توليت)) والمراد هنا: الولاية الخاصة؛ لأن الله عز وجل ولي كل أحد بالمعنى العام وهو التدبير والتصريف وما أشبه ذلك، ولاية خاصة وهي الولاية التي تقتضي العناية، فمن علامات من تولاه الله: اللطف به، ودلالته على الخير إعانته عليه، وهذا الأخير هو المراد بهذا الدعاء.
((وبارك لي فيما أعطيت)) أي: أنزل البركة لي فيما أعطيت من علم وولد ومال وغير ذلك مما أعطى الله؛ لأن الله تعالى إذا أنزل البركة في شيء سد ما يسده غيره بأضعاف مضاعفة، وإذا نزعت البركة من شيء فإنه أسرع ما يزول ولا ينتفع به الإنسان، البركة في العلم أن الله يوسع العلم للإنسان، ويوسع انتشار العلم على يديه، ويجعله عاملًا بعلمه، كل هذا من بركة العلم.
وقوله:((وقني شر ما قضيت)) ((وقني)) فعل أمر ونون الوقاية وياء المتكلم فهي من ثلاث كلمات؛ القاف التي هي فعل أمر، والنون التي للوقاية، والياء التي هي ضمير، ومعنى ((قني)): اجعل لي وقاية من شر ما قضيت، بحيث لا يرد على، أو إذا ورد علي لم يضرني، فوقاية الشر على وجهين: