ومن فوائد الحديث: إثبات الشهداء يوم القيامة، والشهداء يوم القيامة أربع أنواع الملائكة والنبيون والعلماء والجوارح:
الملائكة: قال الله تعالى: {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد (١٧) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (١٨) جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (١٩) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد (٢٠) وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (٢١) لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (٢٢) وقال قرينه هذا ما لدي عتيد} [ق: ١٧ - ٢٣] هذا ما عندي حاضر.
النبيون: قال تعالي: {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}[البقرة: ١٤٣].
العلماء: قال الله تعالي: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً}[البقرة: ١٤٣]. هذه الأمة شاهدة على من قبلها؛ لأن عندها علماً ممن سبق.
الرابع: الجوارح تشهد أيضا: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}[النور: ٢٤]
هل هولا، اللعانون يكونون شهداء يوم القيامة؟ لا، لا نقبل شهادتهم، وهل هذا الوعيد نافذ فيمن تابوا ومن لم يتب؟ لا، من تاب تاب الله علية، التوبة تهدم نهدم ما قبلها، وهكذا جميع أنواع الوعيد من آيات وأحاديث، إذا تاب الإنسان مما فيه الوعيد فإنه يرتفع عنه، الكفار لهم نار جهنم خالدين فيها أبداً وإذا تابوا فالله يتوب عليهم، والدليل قوله تعالى:{قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}[الأنفال: ٢٨]. وما دون الكفر كذلك، وعلى هذا فكل نص فيه وعيد فهو مقيد بما إذا لم يتب منه، فان تاب منه تاب الله علية، فهؤلاء اللعانون إذا تابوا عن كثره اللعن فأنهم يكونون كغيرهم يوم القيامة، من أذن له في الشفاعة شفع، ومن أذن له في الشهادة شهد.
[النهي أن يغير المسلم أخاه]
١٤٥٣ - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله» أخرجه الترمذي وحسنه، وسنده منقطع.
"عير" بمعنى: عاب، والذنب: المعصية أو مت يكون به الإثم، وقد يقال: إنه أعم من ذلك فيكون من عيره بذنب أو خلقة أو خلق لم يمت حتى يعمله جزاء وفاقاً، أي: أن هذا الذنب يدرك هذا المعيب [فلا يموت حتى يعمله]، لكن الحديث يقول: إسناده منقطع، والذي إسناده