للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصل إلا في آخر الوقت؟ لا نؤذن حين إرادة الصلاة, لكن في وقت يتمكن فيه المدعوون إلى الصلاة من الاستعداد لها بالوضوء وغيره, ثم هو إعلام لإرادة الصلاة أو فعل الصلاة بعد دخول وقتها, ونحن قلنا: بحلول وقت الصلاة على وجه مخصوص ليس أي إعلام, فمثلًا قوله: «الصلاة, الصلاة, الصلاة» لا يكفي, لابد أن يكون على وجه مخصوص؛ وهو الذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم, وستعلمونه إن شاء الله.

وهذا الأذان أصل مشروعيته: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة, وصار للأمة الإسلامية دولة, ولها كيان؛ أرادوا أن يجعلوا لهم علامة لدخول وقت الصلاة حتى يجتمعوا إليها؛ فتقدمت اقتراحات: اقتراح البوق ينفخ فيه حتى يكون له صوت, اقتراح الناقوس يشبه الجرس لكنه له صوت قوي؛ لأنه كبير, اقتراح نار توقد حتى يراها الناس فيعلموا أنه دخل الوقت. كل هذه الاقتراحات رفضت, لماذا؟ لأن هذه كلها دعاء لعبادات شركية, الناقوس للنصارى, والبوق لليهود, والناس للمجوس, رفضت هذه, وكان المسلمون قد اهتموا بذلك كثيرًا؛ لأنه مهم ما الذي يجمع الناس عند دخول الوقت, فرأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه في المنام رجلًا معه ناقوس, فقال: أتبيع علي هذا؟ قال: وما تصنع به؟ قال: أعلم به للصلاة, قال: ألا أدلك على خير منه؟ تقول: الله أكبر ... وذكر الأذان, ثم أتى عبد الله إلى رسول الله فقص عليه الرؤيا, فقال: «إنها لرؤيا حق, اذهب فألقها على بلال فإنه أندى صوتًا منك»؛ , فلما سمع عمر أذان بلال جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره أنه رأى مثل ما رأى عبد الله بن زيد, فتوافقت الرؤيتان على هذه الصفة, وأيدها النبي صلى الله عليه وسلم, ومن المعلوم أنها لم تثبت مشروعيتها إلا بعد إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لها حيث قال: «إنها لرؤيا حق».

[صفة الأذان ومعانيه]

١٦٩ - عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه قال: «طاف بي - وأنا نائم - رجل فقال: تقول: الله أكبر الله أكبر, فذكر الأذان - بتربيع التكبير بغير ترجيع, والإقامة فرادى, إلا قد قامت الصلاة - قال: فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنها لرؤيا حق ... ».

الحديث. أخرجه أحمد, وأبو داود, وصححه الترمذي, وابن خزيمة.

١٧٠ - وزاد أحمد في آخره قصة قول بلال رضي الله عنه في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم».

يقول: «طاف بي وأنا نائم رجل, فقال: تقول: الله أكبر» , ابن حجر رحمه الله تصرفه في الأحاديث

<<  <  ج: ص:  >  >>