١١٥٦ - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه -في رجلٍ أسلم ثم تهود-: "لا أجلس حتَّى يُقتل، قضاء الله ورسوله، فأمر به، فقتل". متفقٌ عليه.
-وفي روايةٍ لأبي داود:"وكان قد استتيب قبل ذلك".
معاذ بن جبل أحد الرسل الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن داعيًا وحاكمًا وقاضيًا أرسله إلى اليمن وقال له:"إنك تأتي قومًا أهل كتاب" فذكر له أن رجلاً أسلم ثم تهود؛ أي: صار يهوديًا! في حاشية النسخة التي معي: بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى إلى اليمن ثم أتبعه معاذًا فلما قدم على أبي موسى ألقى له وسادة، وقال له: اجلس فإذا رجل موثق قال: ما هذا؟ قال: كان يهوديًا فأسلم ثم تهود فقال: "لا أجلس" يعني: على هذه الوسادة "حتى يقتل". وهذا الرجل اليهودي كما رأيتم أسلم ثم ارتد؛ لأن رجوعه إلى دينه بعد أن أسلم ردة، قال:"قضاء الله ورسوله"، أي: هذا قضاء الله ورسوله، أي: حكم الله ورسوله، والقضاء المضاف إلى الله عز وجل ينقسم إلى قسمين: قضاء شرعي، وقضاء قدري، فالقضاء الشرعي: هو الحكم الشرعي كالأمر والنهي وما يتعلق به، والقضاء القدري: هو الحكم الكوني الذي يقضي به الله عز وجل ولابد من وقوعه. مثال الأول: القضاء الشرعي قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) هذا قضاء شرعي، يعني: أمر بذلك، والدليل على أنه قضاء شرعي؛ يعني: أمر بذلك، والدليل على أنه قضاء شرعي: أن من الناس من لم يعبد الله ولم يمتثل لهذه الأوامر، ولو كان قضاء كونيًا لامتثل جميع الناس، ومثال القضاء الكوني: قوله تعالى: (وقضينا إلى بنى اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوًا كبيرًا)[الإسراء: ٤]. فالقضاء هنا لا شك أنه قضاء الله ورسوله مراده الشرعي ولم يقل قضاء الله ثم رسوله لأن الأحكام الشرعية حث سواء من الله أو من رسوله والحكم الصادر من الرسول كالحكم الصادر من عند الله فأمر به فقتل، يحتمل أن الذي أمر معاذ ابن جبل ويحتمل أنه موسى المهم أنه قتل هذا اليهودي لأنه أسلم ثم ارتد.
وفي رواية لأبي داود: "وكان قد استتيب قبل ذلك؛ أي: طلب منه التوبة والرجوع إلى الإسلام، ولكنه أصر فقتل هذا الحديث أصل في قتل المرتد، وكذلك الحديث الذي بعده.