فائدة: الاستعانة والسؤال لله وحده. ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يعلق حاجاته بربه لقوله: «إذا سألت فأسأل الله»، وهل اسأله في كل شيء؟ نعم، لكن السؤال يكون بلسان المقال، ويكون بلسان الحال، أما بلسان الحال فهو أن يفوض الإنسان أمره إلى ربه وأما بلسان المقال كقوله الإنسان: اللهم ارزقني. ومن فوائد الحديث: أن الإنسان ينبغي له إذا استعان أن يستعين بالله، وأن من الحزم أنك مهما استغنيت عن الناس فافعل، ولو شق عليك ذلك لو كبر عليك فافعل، لئلا يكون لأحد عليك منه فاجعل المنن لله (عز وجل) هذه وصايا نافعة من الرسول (صلى الله عليه وسلم) لمن هو أقرب الناس إليه وهو ابن عباس.
كيف يكون العبد محبوباً عند الناس؟
١٤١٤ - وعن سهل بن سعد (رضي الله عنه) قال: «جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس. فقال: أزهد في الدنيا يحبك الله، وأزهد فيما عند الناس يحبك الناس». رواه ابن ماجه، وسنده حسن. «دلني على عمل»، «دلني»: مأخوذ من الدلالة وهي الإرشاد إلى الشيء، على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس يعني: حصل به محبة الله لي ومحبة الناس، فيحصل له محبة من جانب الخالق وجانب المخلوق، كل إنسان يحب ذلك، كل إنسان يحب أن يحبه الله وكل إنسان يجب أن يحبه الناس، أما الأول فخاص بالمؤمنين، والثاني عام يعني حتى الكفار يحبون أن يحبهم الناس، وهذا سؤال عظيم فقال له الرسول (صلى الله عليه وسلم): «أزهد في الدنيا» يعني: اتركها لا تتعلق بها إن جاءتك فقد أتت وإن فاتتك فلا تعلق نفسك بها، أزهد في الدنيا يحبك الله؛ لأنه من لازم الزهادة في الدنيا الرغبة في الآخرة، وإذا رغب الإنسان في الآخرة فسوف يعمل ما يرضي الله ويكون سبباً لمحبته فصارت محبة الله للإنسان في الدنيا من باب اللزوم لأنه متى زهد في الدنيا لابد أن يرغب الآخرة، وحينئذ يحبه الله (عز وجل): «وأزهد فيما عند الناس يحبك الناس» هذه أيضا من الوصايا العظيمة، لا تنظر إلى ما في أيدي الناس أزهد فيه لأنه ليس ملكك ولا ينفعك فأزهد فيه من أجل أن يحبك الناس.