مجموع هذه الأحاديث يرفع الحديث إلى درجة الحسن مع أنه حسن لغيره ليس لذاته، فالله أعلم.
[فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم]
١٤٨٩ - وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أولى الناس بي يوم القيامة، أكثرهم علي صلاةً». أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان.
قوله:"إن أولى الناس بي" أي: أقربهم مني وأولاهم بي في الشفاعة وغير الشفاعة، "يوم القيامة" يعني: يوم يقوم الناس لرب العالمين، "أكثرهم علي صلاة" فكل من كان أكثر صلاة كان أولى بالرسول صلى الله عليه وسلم، ووجه ذلك ظاهر؛ لأن المكثر للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم دائماً في قلبه، ولهذا يكثر الصلاة عليه، أما من كان في ذكر الله تعالى دائماً في قلبه فسيكثر ذكر الله عز وجل، فإذا كان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم دائماً في قلبه فإنه سيكون أولى الناس به يوم القيامة لقوة صلته به.
في هذا الحديث فوائد: منها: أن الناس يختلفون يوم القيامة في ولايتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجه ذلك لقوله:"أولى" اسم تفضيل واسم التفضيل يدل على مفضل ومفضل عليه.
ومن فوائد الحديث: إثبات يوم القيامة، والإيمان به أحد أركان الإيمان الستة.
ومن فوائد الحديث: استحباب كثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لقوله: "أكثرهم علي صلاة"، ولكن يجب أن نبتعد ابتعاداً تاماً عن أن تكون محبة الرسول أعظم من محبة الله، فإن هذا شرك في المحبة، ولا شك أننا إنما أحببنا رسول الله؛ لأنه رسول الله، فمحبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله عز وجل، ولا يمكن أبداً أن نجعلها أكثر وأقوى من محبة الله عز وجل، بل ولا مساوية إلا في الأمور الشرعية، فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم كطاعة الله تعالى تماماً ولا فرق.
[سيد الاستغفار ومعناه]
١٤٩٠ - وعن شداد بن أوسٍ رضي الله عنها: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيد الاستغفار، أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذني، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت». أخرجه البخاري.
قوله:"سيد الاستغفار" يعني: أشرف، والاستغفار هو طلب المغفرة بأي صيغة تكون سواء