١٣٢٧ - عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القضاة ثلاثة: اثنان في النَّار، وواحد في الجنَّة: رجل عرف الحقَّ فقضى به؛ فهو في الجنَّة، ورجل عرف الحقَّ فلم يقض به، وجار في الحكم؛ فهو في النَّار، ورجل لم يعرف الحقَّ فقضى للنَّاس على جهلٍ؛ فهو في النَّار". رواه الأربعة، وصحَّحه الحاكم.
ثلاثة بالشخص أو بالصَّنف؟ الثاني، وهذا من حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أحيانًا يصنف الأشياء، يقسَّم الأشياء أحيانًا يحصرها بعدد معين مع أنها أكثر من ذلك حسب ما تقتضيه الحال.
"القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة"، هذا جمع بين العلم والعدل، جمع بين العلم لأنه عرف حقه والعدل لأنه قضى به فهذا في الجنة.
الثاني:"رجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم"، قوله:"وجار في الحكم" من باب عطف التفسير تفسير: "ولم يقض به"؛ لأنه إذا لم يقض بالحق لزم من ذلك الجور؛ لأن ما خالف الحق فهو جور، وعلى هذا فيكون قوله:"وجار في الحكم" من باب عطف التفسير لا عطف التباين فهذا في النار.
والثالث:"رجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار"، إنسان نصب نفسه قاضيًا بسبب هيئته وزيه فنصب نفسه قاضيًا لكنه أجهل من الحمار لا يعرف الحق فقضى بغير الحق، هذا في النار، وأيهما أعظم: الثاني أو الثالث؟ الثاني الذي عرف الحق ولم يقض به هذا أعظم- والعياذ بالله؛ لأن هذا من صنف المغضوب عليهم، والثالث من صنف الضالين، والمغضوب عليهم أقبح حالاً من الضالين.
[وجوب الحذر من تولي القضاء]
١٣٢٨ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ولِّي القضاء؛ فقد ذبح بغير سكِّين". رواه أحمد والأربعة، وصحَّحه ابن خزيمة وابن حبَّان.
أولاً: في إعراب هذا الحديث إشكال وهو أن الفعل مبني لما لم يسم فاعله ومع ذلك