وصفوا بأنهم هواك يأتون الناس من تحت ثوبهم فأنت إذا رأيت من عالم ما ينقد عليه وإن لم يكن على وجه شرعي تبين له، والعالم يجب عليه أن يبين للناس ما اشتبه عليهم مما فيه ريبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر الرجلان الأنصاريان به وهو معه صفية قال: إنها صفية؛ لأن الناس قد يشمتون بالعالم لكونه فعل ما لا يعرفونه لكنه سنة، مثلاً: رأى إنسان شخصاً يمشي حافياً، المشي عند الناس حافياً من أكبر العيوب حتى ربما يقف الناس ينظرون إليه، هذا يبيبن أن من السنة أن يمشي الإنسان حافياً؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن كثرة الإرفاد ويأمر بالاقتفاء أحياناً، هذه أيضاً من النصيحة للعلماء، وهذا ما يحضرني الآن.
[النصح للعامة كيف يكون؟]
أما النصيحة للعامة، فالنصيحة للعامة لا تتكلف كما يتكلف الإنسان النصيحة للعلماء؛ لأن العامي عامي، ممكن أن تنكر عليه بدون ذكر الدليل وبدون مناقشة، لأنه عامي، أحياناً العامي يطلب الدليل، فمن النصيحة له أن تبين له الدليل، وأن تنزله منزلته، وقد يكون بعض العوام من المستحسن أن تقابله ببشاشة حتى يقبل، وبعض العوام يقتضي خلاف ذلك، المهم: أن تعامل العامي بما يجعله منقاداً للحق مطمئناً به، هذا هو الضابط في نصيحة العامة، هذا الحديث في الحقيقة من أعظم الأحاديث وأعمها، وأنفعها؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"الدين نصيحة" لهؤلاء الخمسة، نسأل الله أن يوفقنا لذلك.
[الترغيب في تقوى الله]
١٤٧٠ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «أكثر ما يدخل الجنة: تقوى الله وحسن الخلق» أخرجه الترمذي، وصححه الحاكم.
"أكثر ما يدخل الجنة" يعني: هناك أسباب لدخول الجنة كما مر علينا في حديث عبد الله بن سلام، لكن أكثر ما يدخل هذان الشيئان:"تقوى الله وحسن الخلق"، وأنتم تعلمون كثرة النصوص الواردة في التقوى حثاً وترغيباً وأمراً، وتقوى الله عز وجل يجمعها شيئان هما امتثال أمر الله واجتناب نهي الله على علم وبصيرة، أما حسن الخلق فسبق الكلام عليه، ولا حاجة إلى إعادة الكلام عليه لئلا يتكرر.