ومن فوائد الحديث: أن التهاني والتحيات الإسلامية تجدها خيرا وأكثر بركة من التحيات التي ليست إسلامية بحتة مثل: أن يقتصر الإنسان على قوله: «مرحبا»، «أهلاً مرحبا» يعني: حللت مكانا واسعًا، أهلاً حللت أو نزلت أهلاً ما الفائدة في مثل هذه التحيات أليست هي إكرام فقط؟ لكن «السلام عليكم»، تحية ودعاء، «بالرفاء والبنين» كذلك إذا كان يتضمن دعاء فهي دعاء في أمر دنيوي؛ لكن «بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير» تشمل الخير في الدُّنيا والآخرة، فأنت إذا تأملت ما يحصل من السّنن التي جاء بها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في مثل هذه المناسبات وجدت أنها خير ودعاء وبركة وصلاح.
ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي اللجوء إلى الله (عز وجل) في كل الأمور عند الفرح وعند الحزن، فعند الزواج أسأل الله البركة للزوج وعليه، وأن يجمع بينه وبين أهله في خير.
[خطبة الحاجة]
(٩٢٩) - وَعَنْ عَبد الله بن مَسعُود (رضي الله عنه) قَالَ: «عَلَمَنَا رَسُولُ الله التَشهُدَ في الحَاجَة: إنّ الحَمْدُ لله، نحمده، ونستعينه، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنعُوذ بالله مِنْ شَرُور أنفسنَا، مَنْ يَهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ويقرأ ثلاث آيات». وراه أحمد، والأربعة، وحسنه الترمذي، والحاكم.
قوله:«علمنا» هذا من دأب النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يعلم أصحابه تعليمًا ابتدائيا وتعليمًا سببيًا،
يعني: تعليمه تارة يكون لسبب يسأل فيجيب، وتارة يكون ابتدائيا بدون سبب.
وقوله:«التشهد في الحاجة»، التشهد إذا قرأت ما علمه وجدت أن في إحدى جُمله «أشهد أن لا إله إلا الله»، وأطلق على كل هذا الذكر التشهد؛ ولأنه أشرف ما فيه كلمة التوحيد الكلمة التي يدخل بها الإنسان في الإسلام، كما قيل في التحيات لله والصلوات والطيبات يقال التشهد؛ لأن أشرف ما فيها «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله» وقوله: «في الحاجة»، أي: إذا أردنا حاجة نتشهد هذا التشهد لكن ليس كل حاجة، الحاجة ذات الخطر والاهتمام، بدليل أن النبي (صلى الله عليه وسلم) يُسأل في أشياء ليست ذات أهمية ولا يقرأ هذه الخطبة، لكن المراد الحاجات ذات الأهمية ومنها المواعظ والخطب التي في الجمعة والتي في غيرها وهي:«إن الحمد لله نحمده ونستعينه ... » إلخ، «إن الحمد لله» هذه جملة خبرية مؤكدة بـ «إن» كما أكدت في التلبية: «إن الحمد والنعمة لك»؛ وذلك لأن المحمود علي کل حال هو والمستحق للحمد علي کل حال هوا الله -سبحانه وتعالى- وقوله «الله» هذه للاختصاص