بالغة على السجع, وكتابه البصرة ليس موجوداً فيما نعلم لكن الموجود مختصر البصرة لكن نجد كلاماً مسجعاً أو مسجوعاً, ولكنه لا يمله السامع لأنه ليس فيه تكلف.
[النصيحة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولكل مسلم]
١٤٦٩ - وعن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «الدين النصيحة -ثلاثاً- قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». أخرجه مسلم.
كلمة "الدين" اسم معرف بـ"أل" و"النصيحة" كذلك اسم معرف بـ"أل" وقد ذكر علماء البلاغة أنه إذا صار المبتدأ والخبر معرفتين فالجملة تفيد الحصر, كأنه قال: الدين هو النصيحة, وأي دين يريده الرسول صلى الله عليه وسلم؟ يريد الرسول صلى الله عليه وسلم بالدين ما رضيه الله لنا في قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: ٣]. إذن الدين الذي رضيه الله لنا هو النصيحة, والنصيحة معناها الإخلاص في القصد, لكنها هنا تشمل ما سيذكره الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة ثلاثاً» "ثلاثاً" هذه متعلقة بـ"النصيحة" أو متعلقة بـ"قال"؟ بـ"قال" يعني: قال ذلك ثلاثاً: الدين النصيحة, الدين النصيحة, فأكد اللفظ مرتين بمؤكدات لفظية, قال ابن مالك رحمه الله:
(وما من التوكيد لفظي يجي ... مُكرراً كقولك ادرجي ادرجي)
كرر هذه لأهمية الأمر وتنبيه السامع, «قلنا: لمن هي يا رسول الله؟ » لما قال: الدين النصيحة الصحابة يعرفون معنى النصح لكن لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» , خمسة أشياء.
النصيحة لله ما هي؟
فما هي النصيحة لله؟ النصيحة لله على رأسها عبادته وحده لا شريك له, لأنك في هذا نصحت لله عز وجل فلو عبدت معه غيره ما نصحت له؛ لأنك ساويته بمن هو دونه في حق يختص بالله عز وجل, ومن النصح لله عز وجل: المحبة والتعظيم, وإن كان هذا -أعني: المحبة والتعظيم- هما ركنا العبادة, لكن زيادة على مجرد التعبد بأن يكون في قلبك محبة لله عز وجل, ومن أكبر أسباب محبة الله التي تحدث من العوام وطلبة العلم أن يتذكر الإنسان نعم الله عز وجل, فإذا تذكر النعم أوجب ذلك له أن يحب اله عز وجل يعني: المؤمن العالم قد تزداد محبته لله بمعرفته لآياته الشرعية وآياته الكونية, لكن عامة الناس وكل أحد يعرف أنه يعرف الله بالنعم متى ذكرت الله