١٤٥٠ - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العجلة من الشيطان» أخرجه الترمذي، وقال: حسن.
«العجلة»: الأقدام على الشيء من غير تفكير ولا تأمل، وسواء كانت عجلة في الاعتقاد أو في القول أو في الفعل، كل من يقدم على الشيء بدون تروّ فهو عجول، والعجلة من طبيعة الإنسان، لقوله تعالى:{خلق الإنسن من عجل}[الأنبياء: ٣٧]. كأنه مكون من العجل، كما في قوله:{خلق من طين} مكون من الطين، ثم العجلة هي وصفه، {وكان الإنسن عجولاً}[الإسراء: ١١]، فإذا اجتمع الأصل والوصف والشيطان - كما في الحديث - من الشيطان - صارت المسألة تحتاج الى موافقة قوية، وأن الإنسان لا يتعجل، والعجلة - كما قلنا من الشيطان: هي المبادرة بالإقدام بدون تفكير ولا تروّ، وكم من إنسان تعجل بدون تفكير ولا ترو فندم ولهذا من الأمثال المضروبة: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ويقول الشاعر: [البسيط]
(قد يُدرك المتأني بعض حاجته .... وقد يكون مع المستعجل الذلل)
(وربما فات قوماً جل أمرهم ..... مع التأني وكان الرأي لو عجلوا)
إذن العجلة قد تكون محمودة، وقد تكون مذمومة، إذا كانت العجلة في موضعها فهي من المسابقة إلى الخير، وإذا كانت في غير موضعها فهي المذمومة، وهي التي تكون من الشيطان:
في هذا لحديث - إن صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: دليل على أنه ينبغي للإنسان التأني في الأمور وألا يتعجل وما أكثر المستعجلين الذين إذا قصصت عليهم الحديث قالوا: كذا وكذا وردوا عليك الجواب قبل أن تستكمل هذا غلط.
بل انه كان ابن عمر رضي الله عنه يحدث بحديث مع صاحب له وفي أثناء الحديث قال: ما معنى كذا وكذا: فقال له ابن عمر: انك لضخم يعني: كبير الجسم، - ولا نقول: إن كبير الجسم في العادة يكون عجلاً - قال: ما قصصت عليك إلا لأخبرك وهذا يقع كثيراً أن بعض الناس يتعجل، وعندنا من الأمثال المضروبة إذا تعجل قال له: كم بقيت في بطن أمك؟ الغالب تسعة أشهر فيقول: انتظرني تسع دقائق أو أقل.