والملائكة قوى الخير, وقد قال بذلك من ينتسب للإسلام وقال: إنه لا يوجد طير أبابيل أرسلت على أصحاب الفيل وإنما هو الجدري أصابهم, فهو عبارة عن الفيروس الذي أصابهم حتى أهلكهم هذا -والعياذ بالله- قول ضال, القادر على أن يخلق كل شيء قادر على أن يرسل طيراً أبابيل ترمي بحجارة من سجيل وتضرب الإنسان من أم رأسه حتى تخرج من دبره هكذا جاءت الأخبار والعقل ربما يُحار فيه لكن لا يمنعه.
[آداب الشراب]
١٠١٠ - وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا شرب أحدكم, فلا يتنفس في الإناء ثلاثاً». متفق عليه.
"إذا شرب" كلمة شرب تشمل كل شراب من ماء أو لبن أو عصير وغير ذلك, وقوله: "فلا يتنفس" أي: لا يخرج نفسه في الإناء الذي يشرب منه سواء كان ذلك حين مص الشراب أو بعد ذلك, وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا إن كان الإنسان في أثناء الشرب فإن النفس ربما يصطدم بما نزل من الشراب ويحصل بذلك الشرق, وإن كان في غير أثناء الشرب فإنه يلوث هذا الشراب على غيره ويكرهه له, وربما يكون في الإنسان أمراض خفية تنطلق من نفسه حتى تلصق في هذا الإناء أو في هذا الشراب فلهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
ثم إذا كان التنفس في أثناء الشرب فإنه يشبه الحيوان؛ لأن الحيوان -كثيراً منه- بتنفس وهو يشرب, وبعض الحيوان لا يتنفس وهو يشرب, إذا أراد التنفس رفع رأسه, فمن ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنفس في الإناء.
ولكن نقول: ما الذي يسن للإنسان في حال الشراب, هل يسن أن يكون بنفس واحد ونقول: لا تتنفس في الإناء بل تصبر حتى تروى ثم تتنفس بعد ذلك خارج الإناء؟ نقول: السنة للشارب أن يتنفس ثلاثاً وألا يعب الماء بنفس واحد, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن ذلك أهنأ وأبرأ وأمرأ». يعني: التنفس ثلاثاً, وهذا فيما لا تقتضي الحال أن يتنفس فيه أكثر من ثلاثة, لأن بعض الأشربة تتطلب الحال أن يتنفس فيه أكثر من ثلاث مرات مثل الأشربة الحارة وكذلك الباردة الشديدة البرودة فإنه يتطلب أن تتنفس أكثر من ثلاث مرات؛ لأنك تأخذ الجرعة ثم تبقيها في فمك حتى تشبع قليلاً ثم تنزلها, لكن الشراب العادي يتنفس الإنسان فيه ثلاث مرات هذا هو السنة.
يستفاد من هذا الحديث: أن الشريعة الإسلامية شاملة كاملة, شاملة لكل شيء ولهذا قال