رجل لسلمان الفارسي:«علمكم نبيكم حتى الخراءة» يعني: آداب الخراءة -التخلي- قال:«أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة ببول أو غائط أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو عظيم».
وقال أبو ذر:«ولقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وذكر لنا منه علماء». فالشريعة -والحمد لله- شاملة ومع شمولها كاملة تكمل جميع ما يتعلق بها.
ومن فوائد الحديث: النهي عن التنفس في الإناء, وهل النهي للكراهة أو للتحريم؟ نقول: هو للكراهة إلا إذا أدى إلى إيذاء الغير كما لو كان هذا الشراب سيشرب من بعدك وأنك لو تنفست فيه لقدرته في نظر غيرك فحينئذ يكون النهي للتحريم من أجل الأذية وإلا فالأصل أنه للكراهة.
ومن فوائد الحديث: أن السنة إذا أردت أن تتنفس أن تفصل الإناء عن فمك تبعده ما يكفي أن ترفع رأسك, والتنفس يمكن أن يصل للإناء لا بل افصله.
١٠١١ - ولأبي داود: عن ابن عباس رضي الله عنه نحوه, وزاد:«أو ينفخ فيه» , وصححه الترمذي.
أيضاً نهى عن النفخ في الإناء, لأن النفخ في الإناء ربما يصحبه أشياء مستقذرة تقذر هذا الشراب وربنا يصحبه جراثيم مرضية تكون سبباً لمرض من يشرب به من بعده.
واختلف العلماء في هذه المسألة هل هو في كل شيء أو هو فيما لا يحتاج إلى نفخ, لأن من الأشربة ما يحتاج إلى نفخ, ككون الشراب حاراً وهو مستعجل لغرض ما أو ما أشبه ذلك, ولكن مع هذا نقول: إذا كان نفخه يوجب أن يستقذره من يشرب بعده فلا ينفخ, فما تقولون في نفخ المرأة لصبيها؟ هذا أيضاً لحاجة, ولكن إذا علم الإنسان من نفسه أن به مرضاً معدياً فإنه لا يضر غيره, والمسألة ليست إلا وقتاً فقط لأن الأشياء الحارة ستبرد فينتظر قليلاً.