للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النكاح لا يجوز أن يتزوج الإنسان امرأة غير مسلمة إلا إذا كانت كتابية، يهودية أو نصرانية وأما الإماء فمتى ملك الإنسان أمة فهل حل له، لعموم قوله تعالى: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} ولهذا الحديث، لأن السبايا مشركات من المشركين وهذا هو القول الراجح أن الأمة يحل وطؤها بملك اليمين سواء كانت كتابية أم غير كتابية.

[تنفيل المجاهدين بعد قسمة الفيء]

١٢٣٨ - وعن ابن عمر (رضي الله عنه) قال: "بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سرية وأنا فيهم قبل نجد، فغنموا إبلاً كثيرة، فكانت سهمانهم أثنى عشر بعيرًا، ونفلوا بعيرًا بعيرًا" متفق عليه.

"بعث" يعني: أرسل سرية، قلنا: إن السرية هي ما ينطلق من الجيش دون أربعمائة أو دون خمسمائة على خلاف ذلك وسميت سرية، لأنها تسير ليلاً أو نهارًا، وقوله: "وأنا فيهم" الجملة في موضع نصب على الحال.

قد يقول قائل: كيف تكون في موضع نصب على الحال وقد سبقها نكرة، وقد ذكرتم قاعدة أن الجمل بعد النكرات صفات؟

نقول: يمنع هذا إثبات الواو إثبات الواو في هذه الجملة يمنع أن تكون صفه لها، وقوله: "قبل نجد" أي: جهة نجد، ونجد في الأصل كل ما ارتفع من الأرض، والمراد به: نجد العرب، وهي بالنسبة للمدينة مرتفعة.

يقول: "فغنموا إبلاً كثيرة" "غنموا": الفاعل يعود على السرية باعتبار المعنى لا باعتبار اللفظ وإلا لقال: فغنمت لكن لما كانت السرية مؤلفة من أناس عاد الضمير إليها بالواو موافقة للمعنى وكل لفظ مفرد يدل على الجمع فإنه يجوز عود الضمير إليه مفردًا باعتبار لفظه ومجموعًا باعتبار معناه، قال الله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} [الحجرات: ٩] فأعاد الضمير الأول باعتبار المعنى، فقال: "اقتتلوا" وفي الثاني قال: {فأصلحوا بينهما} ولم يقل: بينهم، ففي الضمير الأول باعتبار المعنى، وفي الثاني باعتبار اللفظ، والإبل معروفة ليس لها مفرد من لفظها فهي اسم جمع، ومفردها بعير، "فكانت سهمانهم" أي: سهم كل واحد من هؤلاء السرية اثني عشر بعيرًا، لنفرض أن هذه السرية ثلاثمائة رجل كل واحد له أثنا عشر بعيرًا ستكون الغنيمة ثلاثة آلفا وستمائة، قال: "ونفلوا بعيرًا بعيرًا" فيكون أربعة آلاف بعير في هذه السرية.

من فوائد الحديث: هذا الحديث مشروعية بعث السرايا سواء كانت منطلقة من الجيش أو

<<  <  ج: ص:  >  >>