ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يكون متواضعًا فيلعق بقية الطعام قبل أن يمسح يده.
ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يكون نظيفًا بدليل أنه في عهد الرسول تمسح اليد من الطعام، خلافًا لما يفعله بعض الناس لا يبالي هل بقيت آثار الطعام في يده أو لا؟ فإن هذا خلاف المروءة وما بالك لو سلمت على إنسان ويدك ملطخة بالتمر ماذا يكون الأمر؟ يستاء بلا شك.
ومن فوائد الحديث: جواز إلعاق الغير لأصابعك لقوله: "أو يلعقها"، لكن هذا مقيد بما إذا لم يكن في ذلك ضرر فإن كان في ذلك ضرر بأن تكون يدك فيها جروح مثلاً خفية لا تبين أو في فمه أيضًا جروح فهنا لا ينبغي لئلا يعرض الإنسان نفسه للأذى والمرض.
[آداب السلام وأحكامه]
١٣٨٥ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير». متفق عليه.
وفي رواية لمسلم:«والراكب على الماشي».
قوله:"ليسلم": اللام لام الأمر ويسلم فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، لكن حرك بالكسر لالتقاء الساكنين؛ لأنه لا يمكن أن تنطق بساكنين وهما باقيان على سكونهما يقول ابن مالك في الكافية:
(إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق ... وإن يكن لينا فحذفه استحق)
نقول: يرم الرجل صيدًا أين الياء في يرمي؟ حذفت لالتقاء الساكنين وهي حرف لين وتقول: يدع الرجل ربه أين الواو؟
حذفت لالتقاء الساكنين، وإذا كان صحيحا يكسر ليسلم الصغير، الهمزة ساكنة والميم ساكنة وهي حرف صحيح فيجب كسرها؛ ليسلم الصغير على الكبير، الصغير سنًا أو الصغير قدرًا؟
ظاهر الحديث سنًا ويجوز أن يكون قدرًا، وإذا كان أحدهما صغيرًا سنًا وقدرًا فالأمر واضح، لكن إذا كان صغيرًا سنًا كبيرًا قدرًا أو بالعكس فمن الذي يسلم؟
سيأتي في الفوائد، "والمار على القاعد"، المار العابر يعني: الماشي "على القاعد"؛ لأن