١٢٣١ - وعن مكحول (رضي الله عنه): "أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نصب المنجنيق على أهل الطائف" أخرجه أبو داود في المراسيل ورجاله ثقات.
- ووصله العقيلي بإسناد ضعيف عن علي (رضي الله عنه).
قوله عن "مكحول"(رحمه الله) وفي بعض النسخ (رضي الله عنه) وهذا يوهم أن يكون مكحول من الصحابة وليس كذلك وعلى هذا فيحسن أن تغير (رضي الله عنه) إلى (رحمه الله)"أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نصب المنجنيق"، "المنجنيق" هو عبارة عن سلاح ينصب على أعمدة من خشب أو غير خشب ثم يوضع في شيء مثل القبة حجر كبير ثم يرمي به رجال أقوياء ثم يطلقونه بقوة فينطلق الحجر الكبير إلى الهدف المقصود، ويشبه في وقتنا الحاضر المدافع، وقوله:"على أهل الطائف" لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) حاصرهم نحو عشرين ليلة أو ثلاثين ليلة على اختلاف الروايات، حاصرهم حتى نزلوا على ما أراد النبي (صلى الله عليه وسلم).
في هذا الحديث: دليل على جواز نصب المنجنيق أو ما يقوم مقامه من المدافع أو ما يقو مقام المدافع من الصواريخ.
وفيه دليل أيضًا: على أنه يغتفر في التابع ما لا يغتفر في المستقبل، وجهه: أن هذا المنجنيق سوف يهلك النساء والذرية ومعلوم أن إهلاكهم محرم حتى في الحروب لكن إذا جاء تبعًا فإنه يثبت في التبع ما لا يثبت في الاستقلال.
ومن فوائد الحديث: أنه لا ينبغي لنا أن نفوت الفرصة من أجل خوف إصابة من لا تجوز إصابته، لأنه من الممكن أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقيم الحصار حتى يستسلموا ولكنه (صلى الله عليه وسلم) اختار هذا- إن صح الحديث-.
ومن فوائد الحديث: أن ما يفعله الناس اليوم في المزارع حيث يحرقونها إذا حصدوا الزرع لئلا يكون فيها ثوابت ضارة في الزرع في المستقبل فإنه لا بأس به وإن أدي ذلك إلى إحراق الحشرات التي تكون فيها، وذلك لأنه تابع غير مقصود، وقد مر علينا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حرق نخل بني النضير والنخل قد يكون فيه فراخ الطيور أو غير ذلك لكنها لم تقصد.
وهذا الحديث يقول المؤلف:"أخرجه أبو داود في المراسيل" والمراسيل: جمع مرسل