١١١٨ - وأخرجه أحمد، وأبو داود، والنَّسائيُّ من وجٍه آخر عن عليٍّ، وقال فيه:"المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمَّتهم أدناهم، وهم يٌد عل من سواهم، ولا يقتل مؤمٌن بكافٍر، ولا ذو عهٍد في عهده" وصحَّحه الحاكم.
"المؤمنون عامة تتكافأ دماؤهم" أي: بعضها يكافئ البعض الآخر فيقتصُّ من كل مؤمن بقتل كل مؤمن وقوله: "ويسعى بذمتهم أدناهم" أي: يسعى بعهدهم أدناهم، أي: أن الواحد منهم إذا عاهد أحدًا أو أمنه فإن عهده نافذ على جميع المؤمنين، يعني: لو أن شخصًا من المسلمين أمَّن كافرًا حربيًّا أو عاهده فإن هذه المعاهدة وهذا التأمين نافذ على جميع المسلمين الثالث قال "وهم يد على من سواهم" أي: المؤمنون يد على من سواهم من سوى المؤمنين؟ الكفار ومعنى يد أي قوة على من سواهم أو يد أي: أنه يجب أن تتكاتف أيديهم على من سواهم والمعنى واحد وهو أن يجب على المسلمين أن يكونوا يٌد واحدة على من سواهم قال: "ولا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده"، "ذو عهد"، أي: صاحب عهد في عهده، وهذا كالتوكيد لقوله:"ويسعى بذمتهم أدناهم" فإن ذا العهد لا يجوز أن يقتل في عهده؛ لأنه معصوم فإن قتل فهل يقتل قاتله؟ إن كان قاتله كافرًا قتل وإن كان قاتله مسلمًا فإنه لا يقتل لما سبق.
في هذا الحديث من الفوائد: أن المؤمنين تتكافأ دماؤهم أي: تتساوى ويكافئ بعضها بعضًا، وعلى هذا فيقتل المؤمن العدل بالمؤمن الفاسق والعالم بالجاهل والعاقل بالمجنون والكبير بالصغير والذكر بالأنثى والعكس بالعكس لعموم قوله:"المؤمنون تتكافأ دماؤهم" يستثنى من ذلك الرقيق على بعض قول العلماء والوالد على قول بعض العلماء، وقد سبق الكلام على ذلك.
ومن فوائد الحديث: أنه إذا عقد أحد من المسلمين الذمة لشخص وجب إنفاذ هذا العقد واحترام من هو في هذا العهد لقوله: "ويسعى بذمتهم" أي في عهدهم أدناهم.
ومن فوائد الحديث: وجوب إجماع الأمة الإسلامية على عدوها المشترك لقوله: "وهم يد على من سواهم".
ومن فوائده: أن من انفصل عن هذه اليد من المسلمين فإنه ليس منهم لأن الرسول أخبر بأنهم هم جميعًا يد على من سواهم فمن انفصل ولم يساعد إخوانه من المسلمين ولم يهتم بأمورهم فإنه ليس من منهم.