ومن فوائده: أن الإنسان لا يعتمد على الأشياء المادية الحسية كما قلنا في الصدقة, فإن العافي قد يظن في نفسه أو يتخيل أن هذا ذل له.
ومن فوائده: أن الله سبحانه يعز الإنسان الذي يعفو عن إخوانه لله, فمن عفا؛ عفا الله عنه, وإذا عفا الله عن العبد فهذا سبب لعزته.
ومن فوائد الحديث: الحث على التواضع لله, وذكرنا أن له معنيين.
ومن فوائده: مراعاة الإخلاص, وأن الإخلاص له أثر كبير في حصول الثواب لقوله: «من تواضع لله رفعه الله عز وجل».
ومن فوائد الحديث: أن الإنسان كلنا ازداد طاعة لله وانقياد لأمر ازداد رفعة ولهذا قال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [المجادلة: ١١].
ومن فوائد الحديث: أن الأمر كله لله وأن من رفعه الله فل خافض له ومن وضعه فلا رافع له لقوله: «إلا رفعه الله».
[من أسباب دخول الجنة]
١٤٦٨ - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس, أفشوا السلام, وصلوا الأرحام, وأطعموا الطعام, وصلوا بالليل والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام» أخرجه الترمذي وصححه.
صدر قوله: «يا أيها الناس» إشارة إلى الاعتناء بما سيقول؛ لأن النداء يستلزم التنبيه, فكأنه يقول: انتبه, وهذا كثير في اللغة العربية, استمع إلى قول الله تعالى: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له} [الحج: ٧٢]. هنا قال الرسول: «يا أيها الناس» إشارة إلى أهمية ما يريد أن يخاطب به الناس.
«أفشوا السلام» أي: انشروه وأكثروا منه, وإفشاء السلام له معنيان: المعنى الأول: الإكثار منه؛ أن يسلم الإنسان على كل من لقيه عرفه أم لم يعرفه, وسلام المعرفة فيه نقص في الإخلاص؛ يعني: الذي لا يسلم إلا على من عرف هذا إخلاصه ناقص, بل المخلص هو الذي يسلم على من عرف ومن لم يعرف, النوع الثاني: من إفشاء السلام: إظهاره باللفظ؛ بمعنى: أن تسلم سلاماً يسمعه من تسلم عليه, لا تسلم سلاماً لا يسمعه من في جنبك, بل سلم سلاماً يسمعه المسلم عليه وهل الأفضل أن يكون بصوت أكثر مما يسمع أو بصوت بقدر ما يسمع؟ الظاهر الأول, إلا إذا كان رفعاً خارجاً عن الأدب, فهنا لا ينبغي بعض الناس إذا دخل المجلس.