منقطع يكون ضعيفاً؛ لأن من شرط صحة الحديث: أن يكون متصل السند، وكذلك من شرط كونه حسناً: أن يكون متصل السند، فإذا كان منقطعاً فإنه يكون ضعيفاً، لكن هل المعنى صحيح؟ قد يبتلى الإنسان يما عير به أخاه وقد لا يبتلى، والواقع ليس شاهدا لا لهذا ولا لهدا لآن الإنسان أحياناً يعير آخاه بذنب أو بذنوب ثم لا يكون عليها - أي- لا يأتيها، وأحياناً يبتلى بذنوب بدون تعيير، ومن أجل ذلك نقول: الحمد لله أن الحديث ضعيف لا في مرتبة الصحة ولا مرتبة الحسن، لكن لا شك أن تعيير أخيه بذنب عدوان عليه وإيذاء له، وقد توعد الله تعالى الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا بأنهم قد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً.
[التحذير من الكذب لإضحاك الناس]
١٥٤٥ - وعن بهر بن حكيم، عن أبيه، عن جده: قال: قال رسول الله صلى الله «ويل للذي يحدث فيكذب؛ ليضحك به القوم؛ ويل له؛ ثم ويل له». أخرجه الثلاثة، وإسناده قوي.
"ويل": هذه كلمة دعاء ووعيه؛ ولهذا جاز الابتداء بها وهي نكرة، كقولك: سلام عليك، لما كانت دعاء صح الابتداء وهر نكرة، وكذلك "ويل" صح الابتداء بها وهي نكرة؛ لأنها كلمة وعيد ودعاء، وقيل: إنه واد في جهنم، ولكن هو يستعمل في هذا، وفي هذا قد يكون وادياً في جهنم إذا عوقب به شخص معين، وأما إذا كان على سبيل العموم فالظاهر أنها كلمة وعيد مطلقا.
وقوله:"الذي يحدث" أي: يحدث الناس، فالمفعول به محذوف، "فيكذب" الكذب: بالإخبار بخلاف الواقع، «ليضحك به القوم» يعني: ليس لحديثه أصل، ولكن من أجل أن يضحك به القوم، فيقول:«ويل له تم ويل له».
ففي هذا الحديث. دليل على أن الكذب لإضحاك القوم محرم، بل من كبائر الذنوب؛ لأنه توعد عليه بالويل.
ومن فوائد الحديث: أن ما يقع قي التمثيليات من ذكر أشياء لا حقيقة لها وتُنسب الى شخص فإن هذا داخل في الحديث.
ومن فوائد الحديث: تكرار الكلام للتوكيد؛ لقوله:«ويل له ثم ويل له» وهذا التوكيد توكيد لفظي؛ لأنه إذا أعيد التوكيد بلفظ مؤكد فهو لفظي، وأن أعيد بمعناه أو بالأدوات المعروفة