فالجواب: هذا غلط, ليس الأذان لمجرد الإعلام, بل هو عبادة مقصودة من المؤذن يقوم بها عن الجميع؛ لأنها فرض كفاية, فلا يصح الاعتماد على المسجل.
لنفرض أنه سمع النداء بعد أن صلى حيث إن بعض المساجد يؤخر مؤذنها فهل يتابع أو لا؟ ظاهر الحديث أنه يتابع؛ لأنه مطلق ليس فيه تقييد, لكن الفقهاء قالوا: لا يتابع؛ لأن المؤذن يقول: حي على الصلاة, وهذا الذي قد صلى هل يقال له: حي على الصلاة؟ لا, لا يقال؛ لأنه أدى الفريضة, قالوا: فلما كان غير مدعو بهذا الأذان لم يشرع له أن يتابعه, ولكن لو أخذ الإنسان بظاهر الحديث وقال: الحمد لله, لا يضرني هو ذكر, وإذا كان ذكرًا وعندي لفظ عام أو مطلق من الرسول صلى الله عليه وسلم فلماذا لا أتعبد لله بذلك, وكوني غير مدعو بهذا الآن نعم لأني قد صليت.
أسئلة:
- ما تقولون في رجل أصم رأى المؤذن صاعدًا المنارة ووضع يديه في أذنيه هل يتابع؟
- لو سمع النداء في الصلاة هل يتابع؟
- هل يستثنى من قوله: «إذا سمعتم النداء» غير هذه المسألة؟
[صفة متابعة الأذان]
قوله: ولمسلم عن عمر في فضل القول كما يقول المؤذن كلمة كلمة, سوى الحيعلتين, فيقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله». قوله: «في فضل القول كما يقول المؤذن»؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من قال مثل ما يقول المؤذن ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم, ثم سأل للنبي صلى الله عليه وسلم الوسيلة فإنه تحل له الشفاعة, يقول: «كلمة كلمة»؛ يعني: إذا قال المؤذن: الله أكبر, قال هو: الله أكبر, ولا يسكت حتى يكمل الأذان, ثم يعيده السامع, [وإنما] يتابعه كلمة كلمة سوى الحيعلتين, وهما: «حي على الصلاة, حي على الفلاح» فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. الحيعلتين, وهما: «حي على الصلاة, حي على الفلاح» فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. الحيعلتان هما: حي على الصلاة, حي على الفلاح, ومعنى: «حي» أي: أقبل أو أقبلوا, فهي صالحة للمفرد والجماعة؛ لأنها اسم فعل, واسم الفعل لا يتغير, وقوله: «على الصلاة» أي: الحاضرة, و «حي على الفلاح» أي: أقبلوا على الفلاح, والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب, والمناسبة في هذا الترتيب أن يبدأ أولًا بالدعوة إلى العمل, ثم بنتيجة العمل وفائدته وهو الفلاح, فيقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله» يقول السامع: لا حول ولا قوة إلا بالله, ولا يقول: «حي على الصلاة, حي على الفلاح»؛ لأن السامع مدعو فكيف ينقلب داعيًا, فالمناسب أن يقول كلمة الاستعانة «لا حول ولا