للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذه المعاني القليلة التي يتبين بها شيء من هذه المعاني العظيمة يتبين وجه كون هذه الآية أعظم آية في كتاب الله {ولا يئوده حفظهما} إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ؛ لأنه قرأ فيها {ولا يئوده حفظهما} إذن أنا ممن في السموات والأرض، فحفظ الله (عز وجل) لي لا يثقله (عز وجل)، ولهذا صار من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح.

يقول (النبي صلى الله عليه وسلم) في هذا الحديث: "أن من قرأها كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت". المعنى: أنه إذا مات دخل الجنة، الأحياء لا يدخلون الجنة، لكن إذا مات دخل الجنة، وهذا دليل على فضلها، وأنه ينبغي للإنسان أن يقرأها خلف كل صلاة مكتوبة؛ وكذلك ينبغي أن يقرأ معها {قل هو الله أحد} (الإخلاص)؛ وكذلك ورد في بعض الأحاديث: {قل أعوذ برب الفلق} (الفلق)} قل أعوذ برب الناس} (الناس).

[وجوب تعلم صفة صلاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)]

٣١٣ - وعن مالك بن الحويرث (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري.

مالك بن الحوريرث (رضي الله عنه) قدم وافدًا مع نحو عشرين رجلًا من قومه، وكان قدومه في آخر حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يتجهز إلى غزوة تبوك، يقول: فمكثنا عنده نحو عشرين ليلة، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) رحيمًا رفيقًا، فلما رأى أنا اشتقنا إلى أهلنا قال لهم: اذهبوا إلى أهليكم فعلموهم وأدبوهم، وأشدهم النبي (صلى الله عليه وسلم): إرشادات منها: "إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم".

ومنها: "صلوا كما رأيتموني أصلي" قوله: "صلوا كما رأيتموني" هذا يعود إلى كيفية الصلاة في أقوالها وأفعالها وأوقاتها، وهذا الأمر الأصل فيه الوجوب، وأن كل ما صلاة النبي (صلى الله عليه وسلم) فإنا نفعل كما فعل، ولكن بعض أهل العلم عارضة بحديث المسيء في صلاته، وقال: إنه لا يجب من الصلاة إلا ما ذكر في حديث المسيء في صلاته؛ لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم): لو كان هناك شيء واجب لعمله هذا الرجل الذي قال: والله لا أحسن غير لهذا، فلما لم يعلمه علم أنه لا يجب سوى ما ذكر في حديث المسيء في صلاته، وحديث المسيء في صلاته وهو قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) له: "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تطمئن قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في

<<  <  ج: ص:  >  >>