ومن فوائد هذا الاستفتاح: تنزيه الله- تبارك وتعالى- عن كل ما لا يليق به لقوله:"سبحانك".
ومن فوائده: إثبات الكمالات لله- عز وجل- لقوله:"وبحمدك"؛ لأن الحمد هو وصف المحمود بالكمال سواء كان على وجه الكمال المُتعدي أو اللازم.
ومن فوائد هذا الحديث: أن اسم الله- تبارك وتعالى- مُبارك، يعني: أنه تحل البركة بذكره لقوله: "وتبارك اسمك".
ومن فوائده: أن عظمة الله- تبارك وتعالى- فوق كل عظمة وغناه فوق كل غنى لقوله:"وتعالى جدك".
ومن فوائده: انفراد الله- تبارك وتعالى- بالألوهية، وأنه لا إله غيره، وكل ما سواه باطل.
ومن فوائد هذا الحديث: مشروعية الاستفتاح بهذا الذكر، فيكون من باب العبادات المتنوعة، والصحيح في هذه المسألة: أن في العبادات المتنوعة أن الإنسان يفعل هذا تارة وهذا تارة، وقد بيَّنا فوائد ذلك، وهو واضح والحمد لله.
[الاستعاذة ومعناها]
٢٦٢ - ونحوه عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- مرفوعًا عند الخمسة وفيه: وكان يقولو بعد التكبير: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه، ونفثه".
"أعوذ" بمعنى: أعتصم، والعوذ إنما يكون مما يخاف منه ويُكره، وأما "ألوذ" فهي فيما يُؤمل ويُرجى، فالعوذ: فرار: واللياذ: إقبال؛ لأن العوذ مما يخاف منه، واللياذ: مما يرغب فيه، وعليه قول الشاعر [البسيط]:
يا من ألوذ به فيما أؤمله ... ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسره ... ولا يهيضون عظمًا أنت جابره