ومن فوائده: إثبات أن محبة الله تتفاضل ليست على مستوى واحد أخذت من اسم التفضيل، فإذا قال: أحب فهناك فاضل ومفضول.
ومن فوائد الحديث: شرف هذه الكلمات الأربع، وأنها أحب ما قاله العبد إلى الله عز وجل وهي كما سمعتم.
ومن فوائد الحديث: الحث على لزوم هذه الكلمات الأربع؛ لأن المؤمن إذا علم أن الله تعالى يحب هذا الشيء، فإنه يحرص على أن يفعله من أجل أن ينال محبة الله لقول الله تعالى:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}[آل عمران: ٣١].
[فضل لا حول ولا قوة إلا بالله]
١٤٨٤ - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله: "يا عبد الله بن قيسٍ، ألا أدلك على كنزٍ من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله". متفقٌ عليه.
- زاد النسائي:"ولا ملجأ من الله إلا إليه".
قوله صلى الله عليه وسلم:"يا عبد الله بن قيس" هذا اسم أبي موسى رضي الله عنه، وقد اشتهر بكنيته، وقوله:"يا عبد الله بن قيس" بدأ الخطاب بالنداء من أجل أن ينتبه لما يلقي إليه، وقوله:"ألا أدلك"، "ألا" أداة استفتاح الغرض منها أيضاً تنبيه المخاطب والاعتناء بما سيلقى إليه، وعلى هذا سيكون هذا الكلام فيه ما يدل على الاعتناء من وجهين: أولاً: النداء الموجه للمخاطب، والثاني: أداة الاستفتاح والتنبيه، "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة" يعني: أن من قاله فقد دفع الثمن إلى دخول الجنة، وليس المعنى أنه ثمرة من ثمار الجنة؛ لأن ثمرات الجنة في الجنة، حتى إن الرسول في الكسوف أراد أن يتناول قطفاً من عنب الجنة، لكن بدا له ألا يفعل؛ لأن ما للآخرة يكون للآخرة لكن المراد بـ"كنز" أنها توصل إلى الجنة كما قال الرسول: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، وقوله:"لا حول ولا قوة إلا بالله" هي خبر المبتدأ محذوف، التقدير هو؛ أي: الكنز لا حول ولا قوة إلا بالله، وقد سبق شرحها.
في هذا الحديث فوائد منها: أنه ينبغي للمتكلم أن يأتي بما ينبه به المخاطب إما بالصيغة، وإما بكيفية النطق؛ يعني مثلاً: يجهر بالكلمة ليتنبه المخاطب، أو نخفضها ليتنبه المخاطب؛ لأنه كلما تغير الأسلوب ولو بالصوت أدى ذلك إلى الانتباه.
ومنها: حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث يأتي بكل خطاب بما يناسبه.