فقال:"ابنك هذا لعله نزعة عرق" كل هذا لئلا يقلق الإنسان من كون هذا الود ليس ولدًا له فيضيع النسب.
ففي هذا الحديث فوائد: أولاً: انفساخ نكاح المسبية يؤخذ من حلها للمسلمين، إذ لا يمكن لامرأة أن تحل لرجلين في آن واحد، إذن المرأة إذا سبيت انفسخ نكاح زوجها، ولكن هل ينفسخ نكاح زوجها إذا سبي معها أو نقول لا ينفسخ إلا إذا كان الزوج في دار الحرب أما إذا كان مع زوجته- مسبي- فلا ينفسخ في هذا قولان للعلماء: منهم من قال إنه إذا كان معها زوجها فهو زوجها ولكن إذا سبيت وحدها وزوجها في دار الكفر فحينئذ ينفسخ النكاح، والمسألة تحتاج إلى تحرير لترجيح أحد القولين.
ومن فوائد الحديث: إتباع سبيل الورع عند الاشتباه لقوله: "تحرجوا" أي: خافوا من الحرج وكأنه من المعلوم عندهم أن السبايا ملك للسابي تحل له لكن أشكل عليهم إذا كانت متزوجة.
ومن فوائد الحديث: أن القرآن كلام الله لقوله: "فأنزل الله" ووجه الدلالة: أن الكلام ليس عينًا قائمة بنفسها حتى نقول إنه مخلوق كما في قوله: {وأنزل من السماء ماء}، {وأنزل لكم من الأنعام ثمينة أزواج} القرآن كلام صفة للمتكلم ليس عينًا قائمة بنفسها وحينئذ يدل هذا الحديث أن القرآن كلام الله كما هو قول أهل السنة.
ومن فوائد الحديث: أن القرآن الكريم على نوعين أو إنزال القرآن الكريم على نوعين: الأول ما نزل ابتداء بدون سبب وهذا هو الأكثر، والثاني: ما نزل بسبب وهو كثير لكنه بالنسبة للأول فقليل.
ومن فوائد الحديث: أن كلام الله (عز وجل) يتعلق بمشيئة متى شاء تكلم وليس هو المعنى القائم بنفسه الذي هو موصوف به أزلاً وأبدًا كما ذهب إلى ذلك الأشاعرة، بل هو قول يحدثه الله عز وجل، متى شاء وجاء الدلالة، أنهم لم تحرجوا أنزل الله هذه الآية.
ومن فوائد الحديث: علم الله عز وجل أو إحاطة علم الله، حيث علم- سبحانه وتعالى- أن الصحابة تحرجوا ثم أنزل ما يزيل تحرجهم.
ومن فوائد الحديث: الحديث سعة رحمه الله للعباد، لأنه لو بقيت المرأة في عصمة زوجها الكافر للحق المسلمين بذلك حرج شديد، فلهذا رحم الله العباد وجعل المسبية ملكًا لسابيها ويفسخ نكاح زوجها.
ومن فوائد الحديث: جواز وطء الأمة بملك اليمين وإن لم تكن كتابيه بخلاف النكاح،