للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قال قائل: وماذا يأكل الشيطان؟ نقول: الشيطان يأكل ما لم يسم فيه, إذا أكلت ولم تسم أكل معك كذلك الجن إذا قلنا إن الشيطان يعم حتى الجن, فالجن يأكلون فضلات بني آدم, يعني: ما يفضل من طعامهم, لأنهم يجدون العظام التي طرحها البشر يجدونها لحماً قد كساها الله لحماً لهم يأكلونه والعذرة تكون علفاً لبهائمهم وهذا الأمر القدري دليل واضح على فضيلة البشر على الجن والأدلة في هذا كثيرة لكن هذا منها.

ومن فوائد الحديث: النهي عن مشابهة الشيطان؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى وعلل, وإذا كنا منهيين عن مشابهة الشياطين في الأفعال, ففي الإضلال من باب أولى فالحريص على إضلال الناس مشابه للشياطين والذي يضل الناس عن الذكر ذكر الله عز وجل مشابه للشياطين فتجد بعض الناس يهم بأمر ولنقل يهم أن يصلي لولا هذا الذي أضله فكل إنسان يحول بين الشخص وبين طاعة الله عز وجل فإن فيه تشبهاً بالشيطان الذي يضل.

ومن فوائد الحديث: حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم, لأنه لما ذكر الحكم ذكر علته وقرن الحكم بالتعليل ولاشك أنه من حسن التعليم, لأننا نحن إذا سمعنا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أو قرأنا في كتاب الله ما يقول سنقتنع بالحكم سواء علمنا العلة أو لم نعلم إن شاء الله تعالى, ولكن إذا جاءت العلة ازداد الإنسان إيماناً وقبولاً, والإنسان بشر فهاهو إبراهيم قال: {رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} [البقرة: ٢٦٠]. وقد ذكرنا فوائد قرن الحكم بالتعليل, ومنها زيادة الطمأنينة وهذه من أهم ما يكون, ولاسيما في وقتنا الحاضر, الناس الآن مع الأسف أوتوا جدلاً, وأعني بالناس: كثيراً منهم لا كل الناس, ولو ذكرت لهم الحكم الشرعي يحتاج إلى إمداده بالتعليل الذي هو الدليل العقلي, لهذا أنا أحث الطلبة على أن يكون لديهم علم بالتعليل الذي هو الدليل العقلي من أجل إقناع المجادلين وأنتم لا تظنوا أن كل الناس مسلمون لقضاء الله الشرعي, لماذا؟ لأن قضا الله الكوني كل مستسلم له: {ولله يسجد من في السموات والأرض طوعاً وكرها} [الرعد: ١٥]. هذا السجود الكوني, فأقول كثير من الناس لا يُسلم لقضاء الله الشرعي أو لا يطمئن على الأقل إلا بما يسنده من الدليل العقلي فأنا أحث طلبة العلم على معرفة أسرار الشريعة وحكمها ليزدادوا إيماناً بها وليقنعوا غيرهم بما تقتضيه أدلتها من الأحكام الشرعية.

ومن فوائد الحديث: إثبات أن للشيطان شمالاً وله يميناً, لأن الشمال يقابلها اليمين فله يمين وشمال لكنه يختار الشمال لأنه خبيث.

ومن فوائد الحديث: أن الشياطين أجرام, خلافاً لمن قال: إن الشياطين هي قوى الشر

<<  <  ج: ص:  >  >>