معنى ذلك أنه علامة من أشراط الساعة؟ لا, لكنها لا تقوم الساعة حتى يكون هذا.
يستفاد من هذا الحديث: إثبات قيام الساعة, وهو أمر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع, وهو من أركان الإيمان؛ لقوله: «لا تقوم الساعة» , فمن أنكر قيام الساعة فقد كفر؛ لأن الله عز وجل قد أثبته في القرآن, والنبي صلى الله عليه وسلم أثبته في السنة, والمسلمون أجمعوا على هذا, وكل إنسان ينكر خبرًا أخبر الله به ورسوله من غير تأويل فإنه كاذب؛ لأن هذا هو التكذيب, أما التأويل فينظر إذا كان النسخ يحتمل التأويل فهو شبهة تمنع ردته, وإذا كان لا يحتمل فإنه تأويله لا يسمى تأويلًا, ولكن يسمى تحريفًا ولا يفيد صاحبه.
ومن فوائد الحديث: إثبات آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى» , وهل حصل هذا؟ نعم, حصل هذا يتباهى الناس بالمساجد من قديم الزمان, ولا يزالون يزدادون في التباهي.
ومن فوائد هذا الحديث: الإشارة إلى أن الأفضل ألا تكون المباهاة في المساجد؛ وجهه: ومن فوائد هذا الحديث: الرد على من أنكر على من بنى المساجد وعلى وجه متواضع, وقال: سبحان الله تبنى بيتك على وجه مشيد ومزخرف وبيت الله أولى, ويقول الآخر: كيف تبنى الكنائس على وجه فخم محسن ومساجد المسلمين لا يفعل فيها هذا؟ نقول: لأن المسلمين لا تهمهم المظاهر, وإنما الذي يهمهم هو المعاني التي بنيت من أجلها المساجد وهي إقامة الصلاة, وقراءة القرآن, والذكر, وما أشبه ذلك.
٢٥٣ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أمرت بتشييد المساجد». أخرجه أبو داود, وصححه ابن حبان.
«ما أمرت» أي: ما أمرني الله أن أشيد المساجد, والتشييد أي: طيها بالشيد, والشيد هو: الجص, وقوله: «المساجد» جمع مسجد, والمراد: ما بني للصلاة فيه.
قوله - عليه الصلاة والسلام -: «ما أمرت» يستفاد منه فوائد:
أولًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم يؤمر وينهى, فهو إذن عبد من عباد الله عز وجل؛ لأن الله تعالى يأمره وينهاه.
ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتي بالشريعة من عند نفسه, بل هو ينتظر أمر الله عز وجل إذا أمره الله